يوم الأرض الفلسطيني.. أحداث أربعين عاماً تتوّجها «انتفاضة القدس»..

(هنا.. على صدوركم.. باقون كالجدار)!

أربعون عاماً مضت على أحداث يوم الأرض الفلسطيني التي شهدها عام ،1976 في حين يظل الفلسطينيون يواجهون مخططات مصادرة الأراضي والتضييق على قراهم.

يعتبر هذا اليوم، ذكرى أليمة تتجدد في كل عام، وتأبى النسيان رغم الأحداث والمحطات المتتالية التي تعرفها الساحة الفلسطينية، وقد كان آخرها ما نشهده اليوم متمثلاً بـ(انتفاضة القدس)، الانتفاضة التي أكدت للكيان الإسرائيلي أن الفلسطينيين ما زالوا متشبثين بأرضهم، بحقهم في الحياة عليها، وبواجبهم في الدفاع عنها.

انتفاضة تدل على أن جميع محاولات العدو الصهيوني لتهويد بيت المقدس وتقسيمه لن تتحقق، ما دام إيمان الشباب بأرضهم مشتعلاً في صدورهم، يحركهم دوماً للدفاع عن عرض الأرض التي صار ترابها شرفًا لنا ولهم.

إن رفض مخططات التهويد واستنكارها، كان بذاته خلفية أحداث يوم الأرض التي تعود إلى يوم السبت الموافق 30/3 /،1976 نتيجة الانتهاكات الصهيونية وحملات التهويد التي تعرضت لها الأرض، ما دفع الفلسطينيين إلى الإعلان عن إضراب عام وشامل في الداخل المحتل في يوم 30 آذار؛ احتجاجاً على سياسة المصادرة.

وكالعادة كان الرد الصهيوني عسكرياً ودموياً؛ فقد اجتاحت قواته مدججة بالدبابات والمصفحات القرى الفلسطينية والبلدات العربية، وأخذت بإطلاق النار عشوائياً، ما أدى إلى خروج الجماهير العربية في تظاهرات عارمة نتج عنها اشتباكات عنيفة بين الطرفين ارتقى على إثرها ستة شهداء فلسطينيين.

إن أحداث يوم الأرض لم تنتهِ في الثلاثين من آذار؛ بل هي مستمرة حتى يومنا هذا. فلا تزال سياسات المصادرة والنهب والمخططات المختلفة تحاول خنق الفلسطينيين والتضييق عليهم، وازدادت أيضاً التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعية وجودهم، وليس فقط مصادرة أرضهم، ضمن سياسة تكرس فكرة أن العرب أقليّة مقابل الوجود اليهودي على أرض فلسطين. لكن الواقع يظهر لنا عكس ذلك؛ فالفلسطيني أكبر من كيان وأكبر من سجن يريد تحطيم حلمه في العيش بكرامة على (أرضه). على صدور الصهاينة.. الشعب الفلسطينيّ باقٍ.. ولن يتنازل عن حقوقه.

العدد 1136 - 18/12/2024