إبداع جديد بخبرة محلية والتجاهل يطفو عليه

لم تقتصر حالة الإبداع في الأزمة التي تعيشها البلاد على ضغط النفقات فحسب، بل حفزت عقولاً قدمت برامج حاسوبية تساهم في تنمية قطاعات الدولة عامة ومنها قطاع الثروة الحيوانية.

زارت جريدة (النور) المهندس الزراعي علي الهوارين رئيس محطة بحوث الماعز الجبلي في مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء، وهو مصمم برنامج حاسوبي لتحديد العلائق التغذية التي من شأنها أن تزيد الإنتاج وتوفر في الكميات العلفية وفق الشروط العلمية، وقد أوضح أن أنظمة الحاسوب أدخلت برامج في تركيب الأعلاف وحساباتها من نحو 50 عاماً ورغم أن تركيب الأعلاف وحساباتها يمكن إجراؤها يدوياً إلا أنه مع إدخال مكونات عديدة وإدخال نظم جديدة لحساب مكوناتها من البروتين والطاقة واتزان عناصرها المعدنية وتقدير تكاليفها فإن إعدادها يحتاج إلى وقت طويل مع زيادة احتمالات الخطأ البشري، وتتوفر حالياً برامج مختلفة لتكوين أعلاف ذات تراكيب يتم ترتيبها حسب أسعارها من الأدنى والى الأعلى لكن مثل هذه البرامج تثير نوعين من رد الفعل لدى العاملين في الإنتاج الحيواني وهي:

الأول: رفض استخدام الحاسب والابتعاد عنه.

الثاني: تقبل أي مخرجات تأتي من الحاسب وتطبيقها دون أي مناقشة.

يعتبر الحاسب آلة مفيدة جداً تسهل وتسرع إجراء أي عمليات حسابية معقدة، ويجب مراعاة أن إجابة الحاسب تتوقف على دقة المعطيات أو المدخلات، وعلى هذا يجب أن يتوفر الحد الأدنى للمعلومات عن تغذية الحيوان فيمن يقوم بالعمل على الحاسب الآلي في مجال تركيب الأعلاف واستقراء النتائج والتوصيات. يستخدم البرنامج لحسابات الأعلاف الخاصة بإنتاج اللحم والحليب وخاصة للأغنام والماعز على مستوى المزارع الحكومية والخاصة وفي مراكز صناعة الأعلاف، ويتميز بالبساطة في التشغيل، إذ يجري اختيار نوع الحيوان المطلوب حسب المرحلة الفيزيولوجية له وتحديد وزنه الحي وإنتاجيته، وتُختار المواد العلفية لتشكيل الخلطة العلفية المتوازنة وإعطاء الأمر لإجراء العمليات الحسابية اللازمة.

خدمات البرنامج وإمكاناته

1-مقارنة بين المواد العلفية بالنسبة للسعر والقيمة الغذائية.

2-استخدام البرنامج لتشكيل خلطات علفية لكل أنواع المجترات الصغيرة على مستوى المزارع الحكومية والخاصة.

3-إمكانية التحكم بنسب المواد العلفية الداخلة في العليقة واختيارها حسب توفرها في المزرعة ورخص أسعارها.

4-تقدير الاحتياجات الغذائية اليومية للحيوانات المجترة الصغيرة (أغنام – ماعز).

5-تنفيذ حسابات الأعلاف في مراكز صناعة الأعلاف على المستوى المحلي.

ويجب أن يراعى في مصانع الأعلاف مراجعة التحليل الكيميائي والقيمة الغذائية للمواد العلفية المستخدمة وتحليل كل مادة جديدة نظراً لاختلاف مصادرها.

استخدام البرنامج

يستخدم البرنامج لحسابات الأعلاف الخاصة بإنتاج اللحم والحليب وخاصة الأغنام والماعز ويتميز بالبساطة في التشغيل حسب الخطوات التالية:

1- اختيار نوع الحيوان أو نوع العليقة المطلوب حساب الأعلاف لها حسب المرحلة الفيزيولوجية للحيوان وتحديد وزنه الحي وإنتاجه.

2- اختيار المواد العلفية المركزة الداخلة في تركيب الخلطة العلفية من مكتبة البرنامج وإدخال أسعارها الحالية.

3-تحديد النسب المئوية للخلطة حسب المعتاد مع إضافة المتممات العلفية وتحديد المادة المالئة المكملة للخلطة أو استخدام القسم البرمجي لإعطاء بدائل خلطات علفية حسب أسعارها.

4-إعطاء الأمر لإجراء العمليات الحسابية لإعطاء بيان بتحليل الخلطة العلفية المختارة وبيان باحتياجات الحيوان المطلوبة وتقديم المقنن الغذائي للحيوان.

5-يقدم البرنامج عدة بدائل من العلائق مع تكاليفها حسب توفرها ويتم اختيار البديل الملائم حسب رغبة المربي.

و(النور) تسأل: هل يمكن للمؤسسات ذات الاختصاص أن تجعل من هذه العقول المنفتحة عامل تنمية نظراُ إلى ما تعيشه البلاد من حاجة لها، أم تبقى تحت رحمة البيروقراطية والتعقيد الإداري؟!

العدد 1136 - 18/12/2024