السيد وزير الزراعة: إلى متى الفساد في مشروع تطوير الثروة الحيوانية بطرطوس؟!
ربما كان لوضع الرجل غير المناسب في موقع عمل ما الأثر السلبي الكبير في تراجع مستوى العمل في هذا الموقع إلى درجة مخيفة، ومن هنا عند الغوص والبحث في دهاليز هذا الموقع أو ذاك قد نجد أن الإجراءات الورقية كافة صحيحة وممسوكة بشكل جيد، وقد نقف عند هذا الحد ونصدر حكمنا على إدارة الموقع، ولكن عند التحقق من تلك المعلومات الواردة في التقارير والكتب والبحث في مدى مصداقيتها وصحة الوقائع المسجّلة تصدمنا الحقيقة. الحقيقة المرّة التي تكمن وراء تراجع العمل في ذاك الموقع. واليوم نحن أمام حالة يصح فيها كل ما جاء سابقاً. حقاً إنه واقع مشروع تطوير الثروة الحيوانية بطرطوس. هذا المشروع الذي أُحدث في مديرية الزراعة بطرطوس كإدارة عمل مستقلة عن مديرية الزراعة بطرطوس، والمتابع لعمل هذا المركز يلحظ أسباب تراجع الثروة الحيوانية في طرطوس بدلاً من تطويرها، وأن المواطن يعاني من قلة الزيارات- إن لم نقل ندرتها- من قبل اللجان الوهمية المشكّلة في عدد غير قليل من القرى في محافظة طرطوس.
غير معقول
عند الحديث عن المشرفين على هذا المشروع وطريقة تعاطي إدارة المشروع وبالأخص المدير نضع يدنا على أحد أهم مفاصل الخلل في العمل والمتابعة في المشروع، فمن غير المنطقي أن يقوم المدير بعدم الموافقة على فرز سيارة من سيارات المشروع او التنسيق مع مديرية الزراعة للغاية ذاتها، عند قيام المهندسة المسؤولة عن تحميل الغراس ونقلها إلى القرى المحدد نقل الغراس إليها، بل يوقع على أمر المهمة باستعمال سيارة عامةّ. سيارة عامة أي شاحنة ودون فرز شخص يساعد هذه المهندسة في نقل وتحميل الغراس!!. سيارة عامة في هذه الظروف لنقل الغراس إلى قرى متناثرة في ريف طرطوس!!. نعم، سيارة عامة وعلى المهندسة المشرفة ان تتفاوض مع سائق السيارة العامة أو الشاحنة!!
أسماء وهمية
عند مراجعة الجداول التي زعموا من خلال الكتب المرسلة إلى الإدارة العامة أنهم قاموا بالجولات وتوزيع الأدوية والحبوب عليها تبين لنا أن العديد من الأسماء وهمية ولا وجود لها على أرض الواقع في القرية، ومن الطريف أن يقوموا بتسجيل اسم الزوج على أساس توزيع أدوية التهاب الضرع، ثم تسجيل اسم الزوجة أيضاً وللسبب نفسه كما هو الحال في الجولات على: تلسنون وضهر رجب وتيشور والريحانية وغيرها وغيرها، ففي ضهر رجب قاموا بتسجيل اسم عبد اللطيف معيطة، على أساس أنه يملك بقرة ووزعوا له أدوية التهاب الضرع، ثم سجلوا اسم زوجته كوكب معيطة للسبب نفسه، علماً أن كلا الزوجين قد أكدا لنا أنهما لم يستلما أي أدوية، إضافة إلى السيدة فداء أحمد التي تبين أنه ليس لديها أي بقرة، فضلاً عن تسجيل أسماء غير موجودة في القرية ( نجوى سليمان في قرية ضهر رجب ) وهذا ماحدث ايضاً في قرية الريحانية حيث تم تسجيل كل من سوسن بدر مهنا – رندة صالح محمد – يسرى سلامة، وهؤلاء غير موجودات في القرية إضافة إلى اسم كمال العلي من قرية تل سنون، ولا وجود لهذا الشخص على أرض الواقع.
لجان لم تبلّغ
الكتب التي رُفعت من إدارة المشروع تتحدث عن قيام اللجان المشكلة في القرى الهادفة إلى الإشراف على واقع الثروة الحيوانية وعقد لقاءات مع المواطنين وتوعيتهم للمسائل الواجب اتباعها في حال وجود مرض كالتهاب الضرع الذي تسبب بنفوق عدد غير قليل من الأبقار، لا وجود لهذه الاجتماعات واللقاءات على أرض الواقع بل بقيت حبراً على ورق، وهذا ما أكده أعضاء اللجان في كتب موقعة بأسمائهم من انهم لم يتلقوا أي دعوة ولم يقوموا بعقد أي اجتماع مع الإخوة المربين!!
مهندسة تستحق الإنصاف
في الكتاب رقم 288/و تاريخ 1/11/2016 المقدم من المهندسة (ر. ج) تعرض فيه الموافقة على إنهاء تكليفها من امانة المستودع في فرع طرطوس مشروع تطوير الثروة الحيوانية لأنه يسبب لها عرقلة في عملها، فهي مكلفة كرئيسة شعبة المراعي وتطوير المصادر العلفية التي تتطلب وجودها في الحقول كعمل ميداني لتنفيذ النشاطات الحقلية ومتابعتها مع المربين، إضافة إلى عملها كأمينة مستودع، وهذا ما يستوجب وجودها في المستودع بشكل دائم كعمل إداري، ولا يمكنها التوفيق بين العملين كمهندسة زراعية اختصاص إنتاج حيواني، مع الإشارة إلى أن قرار تعيينها ينص على ما يلي : تكلف المذكورة بالعمل الميداني ولا يسمح بإسناد أي عمل إداري أو مكتبي لها .
مستفيدون عالورق
في عدد من القرى التي ذكرت إدارة المشروع أنهم وزعوا عليها أدوية لالتهاب الضرع بين عدد غير قليل من الإخوة المربين أنهم لم يستلموا أي أدوية لالتهاب الضرع، وأن قسماً منهم خسروا أبقارهم بعد أن نفقت، وقسماً منهم باعوا أبقارهم بنصف ثمنها بعد انتشار مرض التهاب الضرع، كما هو الحال في قرية تيشور وقرية تلسنون وضهر رجب وبويضة السويقات وغيرها.
قصة مدهشة
قام مدير المشروع بتقديم طلب إلى أمين المستودع لتزويده بآلة حش ظهرية تعمل على البنزين لزوم عملها في قرية كاف الجاع بتاريخ 9/6/2016 وتم تسليمه آلة الحش بموجب طلبه بتاريخ 9/6/،2016 ولكن الغريب في الموضوع أن المهندس (م. ا) لم يقم بتسليم آلة الحش للمربين ليستفيدوا منها، ولم يقم المذكور بإحضار آلة الحش إلى القرية وحتى تاريخ 7/11/2016 لم يتم إعادتها إلى المستودع إنما قام بوضعها في مكتب رئيس دائرة النحل بعد العودة من دمشق.
اللزوم سلّم.. ولكن
فيما يتعلق بلزوم تنفيذ جلسة التهاب الضرع في قرية صايا، والتي اتهم أمين المستودع بأنه لم يقم بتسليم اللزوم الخاصة بالجلسة تبين أنه يوجد إيصال استلام موقع من قبل المعنية بالجلسة والتسليم تم بتاريخ 12/6/ 2016 وموقع عليه أصولاً من قبل من ادعوا أن أمين المستودع لم يقم بتسليمهم المواد، وهذا ما تكرر أيضاً بتاريخ 16/10/2016.
أخيراً
مما سبق يتبين لنا أن المزاجية في العمل هي من أهم عوامل التراجع في أي مشروع وأن العمل لا يكتمل إلا في حال كان الجميع كأنهم يد واحدة وقلب واحد، فهل سنرى إعادة هيكلة في إدارة المشروع وتحقيقاً مع من كانوا السبب في خسارة الإخوة المربين لأبقارهم وتراجع الثروة الحيوانية بدلاً من تطويرها.. ولنا متابعة.