التصعيد المشترك والمتزامن لدعم الإرهاب

بعد الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه مؤخراً، وتحديداً في دير الزور، من خلال فك الحصار عنها وعن مطارها، وتحرير العديد من أحيائها، كان من اللافت حصول تصعيد عسكري إرهابي تجسد في قيام الكيان الصهيوني بعدوان إرهابي جديد على موقع سوري عسكري قرب مطار دمشق الدولي، بذريعة أنه يحتوي على مستودعات ذخيرة وأسلحة لحزب الله، وتزامن ذلك مع قيام الولايات المتحدة بالإيعاز إلى عملائها من ميليشيات ما تسمى (قوات سورية الديمقراطية) للقيام بمحاولات لإعاقة تقدم الجيش السوري ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة دير الزور وريفها، وكذلك مع تصعيد قامت به جبهة النصرة الإرهابية في حماة وإدلب وريف حمص، ما اضطر البوارج الروسية المتمركزة في البحر الأسود إلى توجيه ضربات بالصواريخ المجنحة من طراز (كليبر) إلى مواقع التحكم والسيطرة ومستودعات السلاح والذخيرة العائدة لهذه الجبهة.

من الواضح أن هذا التصعيد الإرهابي المتزامن، جاء بعد نجاحات الجيش السوري التي أشرنا إليها أعلاه، ويدل على أن واشنطن لا تسرّها مثل هذه النجاحات السورية، ولا حتى التقدم في مباحثات أستانا 6، ولهذا هبّت لمساعدة النصرة وداعش ومحاولة وضع العراقيل أمام تقدم الجيش السوري في دير الزور وأرياف حمص وحماة وغيرها من الجبهات.

إن هذا الأمر أصبح واضحاً لسورية وللعالم أجمع، بأنه كلما حقق الجيش السوري وحلفاءه انتصاراً جديداً على الإرهاب، تُسارع إسرائيل إلى النجدة ومساعدة المجموعات الإرهابية بقصف جوي أو صاروخي لمواقع عسكرية سورية، كما تبادر داعش والنصرة والمجموعات الأخرى المتعاطفة معهما إلى شن اعتداءات على نقاط تمركز القوات السورية وحلفائها، ذلك أن هذه المجموعات الإرهابية هي أدوات بيد الولايات المتحدة لخوض الحروب عنها بالوكالة، ومؤخراً انضم وكيل جديد لهؤلاء الوكلاء ممثلاً بقوات سورية الديمقراطية، كما تسميها واشنطن، فقد كان من اللافت للنظر أن يأتي هذا التصعيد من جانب (قسد) ضد الجيش السوري وحلفائه في محافظة دير الزور، الأمر الذي جعل روسيا ترد بشكل مباشر على ذلك، محذرة من أن أية قوة ستتصدى لتقدم الجيش السوري، سوف تتعامل معها القوات المسلحة الروسية على أنها قوات معادية، والمقصود بذلك القوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة. وقد كشف مصدر عسكري روسي مؤخراً أن ما تسمى بـ(قوات سورية الديمقراطية) دفعت بأعداد كبيرة من مقاتليها للمجيء إلى دير الزور والانضمام إلى جانب إرهابيي داعش، كما أكد المصدر نفسه، أنه لم ترصد في الآونة الأخيرة أية اشتباكات بين إرهابيي تنظيم داعش ومجموعات (قسد) بالرغم من دخولها عدة مناطق تسيطر عليها داعش، ما يشير إلى التنسيق الواضح بين الطرفين ضد الجيش السوري وحلفائه.

وبطبيعة الحال، فإن هذا الكشف الجديد خطير وخطير جداً، ويؤكد، من دون أدنى شك، حجم التواطؤ والتآمر الأمريكيين مع الإرهاب لجهة دعمه والاستثمار به هنا وهناك.. ويفضح المخطط الأمريكي الرامي إلى إدامة الصراع القائم في سورية بين الإرهاب من جهة والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى، من أجل الوصول إلى تقسيم سورية، وإقامة مناطق نفوذ أمريكية دائمة فيها تخدم إسرائيل وكل العملاء والأتباع الذين باعوا أنفسهم لأمريكا والغرب ولأعداء سورية في المنطقة.

ولكنه من الواضح أن هذا التصعيد من قبل هذه الجهات (إسرائيل والمجموعات الإرهابية وما تُسمى بقوات سورية الديمقراطية) لن يثني الجيش السوري وحلفاءه عن المضي في التقدم الميداني لتحرير ما تبقى من الأراضي السورية من سيطرة الإرهابيين ورعاتهم، ذلك أن الجيش السوري، الذي تمكن حتى الآن من تحرير ما يقارب تسعين في المئة من الأراضي السورية، هو قادر بكل تأكيد على استعادة ما تبقى، ذلك أن المسألة هي مسألة وقت، وهي لن تطول، فالإرهابيون على مختلف عصاباتهم ومجموعاتهم العميلة ومن وراءهم، ورعاتهم، وممولوهم، وداعموهم، أصبحوا يعرفون أن الجيش السوري وحلفاءه عندما يخططون لاستعادة منطقة ما يستطيعون تحقيق ذلك.

العدد 1136 - 18/12/2024