بوتين في برقية للرئيس الأسد: سنواصل تقديم الدعم النشيط للقوات المسلحة السورية في حربها على الإرهاب
تلقى السيد الرئيس بشار الأسد بتاريخ 5/9/2017 برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة النصر المؤزر الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة بفك الطوق عن أهلنا في مدينة دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وأعرب فيها عن استعداده لمواصلة تقديم الدعم النشيط للقوات المسلحة السورية في حربها على الإرهاب.
وقال الرئيس بوتين في برقيته:
(أودّ أن أتقدم إليكم وإلى شعب سورية بأسره بأصدق التهاني بالنجاح الاستراتيجي الكبير المتمثل بخرق الجيش العربي السوري للحصار المفروض على مدينة دير الزور من قبل إرهابيي (داعش)، فقد تمكّن الجيش بفضل زحفه السريع أن يعيد الالتحاق بالفوج 137 بعد حصاره الذي طال 28 شهراً).
وأعرب الرئيس بوتين عن أمله بأن تتواصل هذه العملية وأن يتمكن الجيش العربي السوري من أن يتحصن على الخطوط الأمامية التي سيطر عليها، وان يوسّع الممر الآمن ويكسر نهائياً الحصار في محيط مطار دير الزور.
وأكد الرئيس الروسي أن هذا الإنجاز هو خطوة مهمة في الطريق إلى تحرير سورية من الجماعات الإرهابية، وقال: (أنا على يقين من أننا، بجهودنا المشتركة، سنحقق النصر ونعيد السلام والاستقرار إلى الأراضي السورية).
بوتين: نجاح العملية العسكرية في دير الزور يعني فشل الإرهاب
في نفس الإطار، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع في سورية يتحسن، إذ يحقق الجيش العربي السوري انتصارات في حربه ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الإرهاب مشكلة دولية معقدة جداً ولا تخص سورية فحسب بل العالم بأسره، والمشكلة الأساسية هي استمرار البعض في تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في ختام قمة دول بريكس التي عقدت في مدينة شيامين الصينية: (إن الوضع في سورية يتحسن لصالح الجيش العربي السوري فقد توسعت المناطق التي حررها من الإرهاب).
وشدد بوتين على ضرورة تثبيت وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر في سورية، وإطلاق العملية السياسية فور انتهاء العملية العسكرية في دير الزور.
وأوضح بوتين أنه (لا يمكن القول إن القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي قد تحقق بالكامل، ولكن الوضع تغير نحو الأفضل، وآمل أن تنجح العملية العسكرية ضده في الرقة ونجاحها في دير الزور سيعني فشل الإرهاب، ما سيسمح بالقيام بخطوات مهمة جداً في الطريق نحو العملية السياسية السلمية، ويفسح المجال أمام الحكومة السورية لإعادة بناء المجالات الاقتصادية والاجتماعية) داعياً المجتمع الدولي لتقديم المساعدة في ذلك.
ولفت بوتين إلى أن اللقاءات في قمم بريكس ومجموعة العشرين تركز على مكافحة الإرهاب ووضع تكتيك واستراتيجية لهذا الغرض في سورية، مؤكدا أن دول مجموعة بريكس أبدت استعدادها لمساعدة سورية في مرحلة ما بعد تسوية الأزمة.
وحول الأزمة في أوكرانيا حذر بوتين الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا وتأجيج العنف في مناطق أخرى.
وبين بوتين ان هناك قواعد ومناهج دولية مشتركة تشير إلى أن توريد الأسلحة إلى منطقة نزاع لا يصب في مصلحة التهدئة بل يؤدي إلى تفاقم الوضع فيها.
وحول كوريا الديمقراطية أكد بوتين أنه ما من سبيل إلى حل الأزمة الكورية إلا عن طريق الجهود الدبلوماسية السلمية معتبراً أن بيونغ يانغ لن تتخلى عن برنامجها النووي تحت أي ضغط.
وشدد بوتين على أن تصعيد الهيستيريا العسكرية حول برنامج كوريا الديمقراطية النووي لا معنى له ولا تحمد عقباه، فهو ينذر بكارثة كونية وضحايا بشرية هائلة لافتاً كذلك إلى أن اللجوء إلى عقوبات من أي نوع أمر غير مجدٍ وغير فعال.
ومن جهة ثانية، اعتبر بوتين، في كلمة ألقاها في قمة بريكس أنه من غير المقبول الربط بين تقديم الإسهامات لتنفيذ برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حتى عام 2030 والمطالب السياسية.
وقال بوتين:
(إن الموقف الروسي على هذا الصعيد يتلخص في الرفض التام للربط بين تنفيذ برنامج الأمم المتحدة للتنمية، بأي مطالب أو شروط سياسية)
مبيناً أن هذا الربط سوف يعرقل تنفيذ الأهداف الرئيسية للبرنامج والرامية إلى اجتثاث الفقر وإزالة الفوارق في معدلات التنمية بين الدول والأقاليم في العالم والحد من عبء الديون.
وذكّر بوتين بالجهود التي تبذلها روسيا لتحقيق هذا البرنامج، وبالتعاون الذي تبديه مع المنظمات والهيئات الدولية على هذا الصعيد، مشيراً إلى دورها في المشاريع الأممية التي تستهدف ضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة وتطوير البنى التحتية فيها وحل مشاكلها البيئية.
وأضاف بوتين:
(إن قيمة الدعم الروسي المقدم في هذا الاتجاه بلغت 16,1 مليار دولار، كما أن روسيا شطبت أكثر من 20 مليار دولار من حصتها في الديون الأممية المترتبة على الدول الفقيرة)، مشيراً كذلك إلى الدعم الروسي المستمر لبرنامج الامم المتحدة للغذاء وصندوق التنمية الصناعية الدولي.
وعلى صعيد اتفاقات المناخ الدولية قال بوتين:
(إن الإسهام الروسي الكبير سيعوض بشكل ملموس الزيادة في معدل التلوث في باقي الدول وأقاليم العالم)، لافتاً إلى أن روسيا شرعت في صياغة استراتيجية طويلة الامد للتنمية المصحوبة بالحد الأدنى من الانبعاثات وبما يتسق مع الاضطرابات المناخية عملاً باتفاقية باريس للمناخ.
وحول التعاون بين بريكس والبلدان النامية أشار الرئيس الروسي إلى أن هذه الدول حليف طبيعي للمجموعة وشريك واعد لها على طريق المشاريع المشتركة.