أيها الشيوعيون السوريون.. اتحدوا

أثار النداء الذي وجّهه حزبنا الشيوعي السوري الموحّد، والذي نُشر في العدد رقم 742 من صحيفة (النور) تاريخ26/10/2016، أثار ردود أفعال تتّسم بروح التفاؤل واستعادة الأمل عموماً، علماً أن وصوله إلى جميع الشيوعيين في كلّ المحافظات أمر يستغرق بعض الوقت.

ولا نخفي أن بعض التعليقات التي صدرت حول هذا النداء لم تُبْدِ الكثير من التفاؤل الذي تحتاج إليه هذه المبادرة، وقد عُزي هذا الموقف هذا إلى استمرار وجود مَن هم غير مستعدّين بعدُ للتنازل عن مواقعهم القيادية، أو بسبب الخلافات التنظيمية التي تفجّرت منذ سنوات ولاتزال بصماتها عالقة حتى اليوم.. وهناك من ألمح بشكل غير مباشر إلى وجود بعض اللونيات أو التبانيات في القضايا الفكرية أو السياسية، بالرغم من أن المرجعية الإيديولوجية مشتركة.

ونتوقع أن ترد إلينا أو إلى جريدتنا (النور) الكثير من التعليقات حول هذه المبادرة التوحيدية، فالكثير من الشيوعيين واليساريين عموماً يعتقدون أنه لن يأتي  ظرفٌ أكثر ملاءمة من الظرف الحالي لتحصين جبهتنا الداخلية، يتطلّب توحيد نضال كل القوى الوطنية في مواجهة مؤامرة تقسيم الوطن السوري وإلحاق أجزاء منه بالدول الرجعية، وما من فكر أقدر على النهوض بأعباء صدّ الهجمة التكفيرية الإرهابية وإعادة الحياة للفكر التقدمي إلا اليسار الموحّد، عبر إقامة مختلف أشكال التنسيق، خاصة بين التيارات الوطنية والقومية التحررية، واليسار بمختلف أشكاله، بدءاً من اليسار الماركسي اللينيني وصولاً إلى التيارات الاشتراكية المحلية.

إن الدفاع عن الوطن ليس أنشودة ننشدها نحن الشيوعيين ونتغنى بها، فهي قضية القضايا في المرحلة الحالية، وإن استمرار العدوان الأمريكي وقوى التحالف، على سورية، يهزّ العالم في المرحلة الراهنة، ويهدّد بنشوب حرب عالمية ثالثة، الأمر الذي يلقي على عاتق الشيوعيين أولاً مهمّة التعاون المنظم الموحد فيما بينهم، فذلك سيساعد في الوصول إلى مرحلة الحوار الوطني مع كل الوطنيين التقدميين، وتأمين المناخ الملائم لإطلاق الحريات الديمقراطية لكلّ من دافع ويدافع عن سورية وطننا الحبيب جميعاً.

إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.. فلتبدأ هذه الخطوة!

 

العدد 1140 - 22/01/2025