ديبو سليمان..حياة غنية كرّست لأجل مستقبل الشعب

 ديبو سليمان، هو أحد المناضلين في الحزب الشيوعي السوري، الذين كرسوا حياتهم لخدمة قضية العدالة الاجتماعية، ولتعميق الروح الوطنية لدى جماهير الشعب، وروح التضامن بين الكادحين، والروح الإنسانية الهدف النهائي لنضال البشرية عبر التاريخ.

في عام 1947 وفي منطقة جبل سمعان، التي تبعد عن حلب، العاصمة الثانية لسورية نحو 30 كم، ولد هذا المناضل من عائلة شعبية، كان أفرادها مضطرين للعمل من أجل تأمين حياتهم اليومية، ليستطيع الشاب ديبو أن يصبح معلماً، وأن يعمل على تربية أجيال منطقته على حب الانتماء إلى الوطن، والتسامح واحترام الآخرين.

يتعرف على أفكار الحزب الشيوعي، من خلال منظمة الحزب التي كانت ناشطة آنذاك في منطقته، ويقتنع بها ويرى فيها حلاً لمشاكل المجتمع، وتنسجم مع أفكاره وطموحاته التي كان يسعى إليها. ينتسب إلى الحزب في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ويكرس نشاطه وجهده لتحقيق المهام التي كان يكلف بها. ونتيجة لثقة رفاقه به، واحترامهم له، وتقديراً منهم لإنسانيته وأخلاقياته المبنية على حب الناس والتصاقه بهم، انتخب إلى عضوية اللجنة الفرعية في منطقته، ثم أصبح فيما بعد عضواً في اللجنة المنطقية في حلب من عام 1985 إلى عام 1990.

لقد سعى هذا المناضل المفعم حماسة لقضية الناس، ولقضية العدالة، إلى بذل كل جهد لإعادة الوحدة إلى صفوف الحزب الشيوعي الذي عصفت به عواصف الانقسام والتمزق، وقد استقبل بحرارة هو ومجموعة كبيرة من رفاقه المؤتمر السابع التوحيدي للحزب الذي عقد عام ،1991 وكان أحد المشاركين فيه. ولقد استمر حتى آخر حياته حريصاً على وحدة الحزب، ومناضلاً عنيداً ضد التكتلات وجريئاً في طرح آرائه، وساعياً باستمرار للحد من خلافات رفاقه والبحث عن ما يجمّع لا عن ما يفرق مما أكسبه حب جميع من عمل معه من الرفاق، وعاشره.

لقد كانت قضية الحزب، بشقيها الوطني والاجتماعي، قضية حياتية بالنسبة له، ولذلك لم يتقاعس عن تنفيذ أية مهمة كان يكلف بها. لبّى نداء الحزب للعمل الفدائي إلى جانب إخوته الفلسطينيين في الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وقام بعملية فدائية في الأراضي العربية المحتلة، كما أنه عمل عضواً في قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي، تلك المنظمة الشبابية الشعبية، ومثّل الحزب في نقابة المعلمين أكثر من دورة، ولقد انتخب عضواً في لجنة الرقابة والتفتيش التي انبثقت عن المؤتمرين السابع والثامن.

إن حياة هذا الشيوعي النقي والمخلص لمُثُله التي وهبها حياته كانت حافلة بالنضال والتضحيات من أجل مستقبل أفضل لكادحي سورية، وشكلت أحد النماذج الجميلة والخيّرة بالنسبة لأجيال المناضلين الجدد الشباب من أجل عالم أفضل وغد سعيد.

العدد 1140 - 22/01/2025