الظروف الصعبة.. مقياس للأداء!

أن تؤدي المهام المنوطة بك في الظروف العادية، الطبيعية، فهو أمر عادي، وهو مبرر وجودك في مركز مسؤول، لكن المقياس الحقيقي لأداء أي مسؤول حكومي وغيرته ووطنيته هو العمل والنجاح في الظروف الصعبة، الاستثنائية، التي تتطلب الحد الأعلى من المسؤولية والفطنة والإخلاص والإصرار على النجاح في خدمة جماهير الشعب والوطن، خاصة عندما تتكالب قوى العدوان والإرهاب للنيل، لا من استقلال بلادنا فحسب، بل من وجودنا بالدرجة الأولى.

الحصار الجائر، التلويح بالعدوان العسكري المباشر، غزو الإرهاب الفاشي التكفيري، منعطفات كبرى أدت إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية وإنسانية آلمت شعبنا الصابر، لكنه شدّ على البطون، وتحمل قساوة هذه الظروف، وكل ما تمناه على قيادة البلاد هو مساعدته على الصمود أكثر فأكثر، انطلاقاً من مقولة يعرفها الجميع: (صمود جماهير الشعب السوري تعني صمود سورية، في مواجهة من يسعى إلى إنهاء وجودها المادي والحضاري والإنساني).. تأمين لقمة المواطن ودوائه ودفئه هو مبرر وجود أي مسؤول حكومي في منصبه، هكذا نفهم المسؤولية اليوم، بل هكذا تقتضي الوطنية اليوم.

ندرك جيداً الظروف الصعبة، لكننا ندرك أيضاً أن تأمين الحد الأدنى من الطمأنينة للمواطنين السوريين يمكن تحقيقها إذا ما تحلى كل مسؤول بالإخلاص للشعب والوطن. الناس يبحثون عن جرة غاز، وقارورة دواء، يبحثون عن مصدر للاستدانة للحاق بالأسعار الكاوية التي ترتفع دون رقيب، يبحثون عن دفء بات صعباً، بل مستحيلاً، في ظل ندرة الوقود، ورفع أسعاره.

أيها المسؤولون في بلدي.. ارتقوا إلى مستوى تضحيات جيشنا وشعبنا!

العدد 1140 - 22/01/2025