الجيش السوري يطرد داعش من الأرض السورية
الجهود الدولية تتكثف لإتمام التسوية السياسية
نجحت القوات السورية قبل أيام في تطهير مدينة البوكمال من إرهابيي داعش، وبذلك انتهى وجود هؤلاء على الأرض السورية، إذ كانت البوكمال المعقل الأخير الذي حشد فيه الإرهابيون ما تبقى من فلولهم في سورية، وحاولوا بمساعدة مباشرة من قوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة، إعاقة تطهير التراب السوري من إرهابهم الأسود. بسالة الجيش السوري.. وصمود شعبنا ووقوفه خلف جيشه الوطني، كان لهما الأثر الأكبر في هذا الإنجاز الذي انتظرناه طويلاً.
وحسب اعتقادنا لن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي ينتهي فيه وجود الإرهابيين بجميع مسمياتهم وتشكيلاتهم، في كل شبر من أرض سورية النور.
لقد جاء هذا الإنجاز للجيش السوري في الوقت الذي تتكثف فيه المساعي والجهود الدولية لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، فبعد لقاء بوتين وترامب، يعقد في هذا اليوم 22/11/2017 لقاء قمة للدول الضامنة للقاءات (أستانا) بهدف وضع الخطوات العملية لإنهاء حالة الحرب في سورية، والتحضير للحوار السوري السوري، وبقية الاستحقاقات التي تفرضها التسوية السياسية، وبضمنها وضع الدستور الجديد، والانتخابات النيابية.. هذه الاستحقاقات التي اقترحتها الحكومة السورية منذ عام 2012 قبل صدور القرار الدولي 2254 وقبل بدء الغزو الإرهابي لبلادنا.
وزراء خارجية الدول الثلاث أكدوا في اجتماعهم يوم الأحد 19/11/،2017 تحضيراً للقاء القمة، أن (مستوى العنف في سورية انخفض، وهو ما يسمح بالانتقال من المواجهة العسكرية إلى التسوية السياسية)، وتطرق الوزراء إلى مشروع الحوار السوري في سوتشي، والتحضيرات لعقد لقاء آخر في سلسلة لقاءات جنيف.
في الوقت ذاته تسعى الولايات المتحدة وآل سعود وحلفاؤهم في المنطقة إلى أن يُحلّوا خطر إيران المزعوم محلَّ الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني ، وذلك في محاولة لتأزيم المنطقة من جديد بعد انحسار الوجود الإرهابي في سورية والعراق.. هذا ما يتجسد اليوم في اجتماعات وزراء خارجية (الجامعة) العربية التي باتت توجّه بأوامر مملكة آل سعود الساعية إلى توتير العلاقات مع إيران، التي تلعب دوراً محورياً في الصف المقاوم للكيان الصهيوني. ويبدو أن نقطة الانطلاق في مسعى التوتير سيكون على الأرض اللبنانية، بعد مسرحية استقالة الحريري، واحتجازه، ثم إطلاقه ضمن شروط تصب مآلاتها في تنفيذ هذا المخطط.
المواطنون السوريون الذين دفعوا الثمن الأغلى في صد غزو الإرهابيين وهزيمة مشروعهم في المنطقة، تواقون اليوم إلى نجاح المساعي السلمية لإنهاء أزمتهم على قاعدة مكافحة الإرهاب، ووحدة بلادهم أرضاً وشعباً، وحقوقهم السياسية والدستورية في اختيار مستقبلهم وقادتهم، دون تدخل من أحد، عبر حوارهم الشامل الذي يضم جميع مكوناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية.