صورتان على جدران المدن السورية!

لم تعد المدن السورية تقسو على نفسها كثيراً، فقد اكتفت من السنوات الثلاث مقهورة حزينة ترد الأذى وتدعو الله أن يحمي شعب سورية الطيب الآمن..

المدن السورية اليوم تعمل للملمة الجراح، تلملم الجراح لأنها ترنو إلى الغد، لعل الزمن الأسود، الذي عاشته، يفلت من قدر قاس صعب، كما يفلت ذئب ضار فر في عمق الصخور والكهوف والوديان وغاب فيها.. ليغب الذئب.. ليذهب إلى الجحيم!

المدن السورية لم تعد تحتمل صور الموت على جدرانها، فقد ذبلت العيون حزناً وهي ترقب صور القتل والدمار والخراب والتشرد.. ذبلت وراحت تشق طريق أمل لابد منه..

والأمل لايبدو مهماً إلا في ساعة الشدة، وسورية كلها عانت وتعاني من الشدة، وسورية كلها ابتليت وعانت من البلاء.. وسورية كلها تريد أن تعيش.. أن تحيا.. ألا يحق للأمل أن يسطع في النفوس، ألا يحق للجدران إعلان نهاية مواسم الموت؟

صورتان على جدران المدن السورية:

الصورة الأولى، صورة الأمل الطالع من صدور شعب سورية يتطلع إلى غد آمن، ولانتصار حازم، ولمجد يليق بهذا الوطن العظيم المستهدف في عنفوانه وصموده وكبريائه، وهذه الصورة لابد منها.. لابد من تشكلها خاصة بقوة الناس الذين يحلمون بوطن جميل محصّن آمن..

والصورة الثانية، صورة الفوضى، وقد أصبحت داء عضالاً.. صورة الفوضى وهي تشبه حريقاً كبيراً يلتهم حقول قمح عشية الحصاد..

أشعلوا فيه النيران.. وراح الحريق يكبر..

إنهم لايريدون لسورية أن تصل إلى غدها، والغد في سورية في كل حقبة تاريخية يغيظ أعداءها، يغيظ من يكرهها.. يغيظ الغزاة والخونة والمارقين والفاسدين وأعداء الشعب..

هيا أيها السوريون للشروع برسم صورة الحياة على جدران المدن السورية، صورة الأمل الطالع من صدوركم وقلوبكم وإراداتكم.. أمل يتطلع إلى غد آمن، يتطلع إلى سلام أهلي، وإلى انتصار حازم على أعداء الإنسانية والإنسان، وإلى مجد يليق بهذا الوطن العظيم.

العدد 1140 - 22/01/2025