البيان الختامي لاجتماع أستانا 8 يجدد الالتزام بوحدة الأراضي السورية وإيجاد حل سياسي للأزمة
الجعفري: أستانا 8 ناقش اتفاق مناطق تخفيف التوتر.
جددت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية تمسكها والتزامها بوحدة الأراضي السورية وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها. وجاء في بيان الدول الضامنة في ختام اجتماع (أستانا 8) تلاه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف اليوم إن (الدول الضامنة لاتفاق وقف الاعمال القتالية في سورية روسيا وإيران وتركيا ملتزمة بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها).
وتابع البيان إن (الدول الضامنة ترحب بالإنجازات التي تحققت في مكافحة الإرهاب في سورية ولا سيما ضد تنظيم داعش الإرهابي، ويؤكدون عزمهم على مواصلة التعاون من أجل القضاء نهائياً على تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي ومنع نقل الإرهابيين إلى بلدان ومناطق أخرى).
وأكدت الدول الضامنة في البيان ضرورة اتخاذ خطوات دولية عاجلة ونشطة لمساعدة السوريين على تحقيق حل سياسي للأزمة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، من خلال عملية شاملة وشفافة يقودها السوريون تؤدي إلى صياغة دستور جديد يتمتع بدعم الشعب السوري، وإجراء انتخابات بمشاركة جميع السوريين وبمواكبة الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى عزم الدول الضامنة التفاعل بشكل وثيق لدعم التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بين الـ 29 والـ 30 من شهر كانون الثاني المقبل، بمشاركة جميع شرائح المجتمع السوري، ويدعون جميع الأطراف السورية إلى التعاون النشط لتحقيق هذه الغاية.
ولفت البيان إلى أن الدول الضامنة ستعقد اجتماعاً تحضيرياً خاصاً في سوتشي قبل المؤتمر في الـ 19 والـ20 من كانون الثاني المقبل، وهي تعد المؤتمر المذكور كمبادرة تهدف لإعطاء زخم لمحادثات جنيف، موضحاً أنه لبناء الثقة بين الاطراف السورية يجب أن يتم الاتفاق على ملف المعتقلين والمحتجزين والمفقودين. وأشار البيان إلى أن الدول الضامنة تشدد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لتعزيز اتفاق وقف الاعمال القتالية والأداء الفعال لمناطق تخفيف التوتر، وتقرر عقد اجتماع أستانا 9 في النصف الثاني من شباط المقبل.
من جهة أخرى، أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانا 8 الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية تعتبر وجود القوات التركية والأمريكية على أراضيها بمثابة عدوان موصوف، وهي تطالب بإخراج القوات الأجنبية من أراضيها فوراً ودون قيد أو شرط.
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي في ختام اجتماع أستانا 8: (جرى النقاش في الجولة الثامنة من مسار أستانا حول اتفاق مناطق تخفيف التوتر وخاصة في محافظة إدلب، والحكومة السورية تعتبر وجود القوات التركية على الأراضي السورية بمثابة عدوان موصوف، وهو عدوان يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في جولة أستانا الرابعة في أيار الماضي).
وأضاف الجعفري: (بشأن دور الضامنين في مناطق تخفيف التوتر فإن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على إبقاء قواتها على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان على سيادة الجمهورية العربية السورية ويتعارض مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، وهي كلها تؤكد على احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية، وهو ما أكده البيان الختامي الذي تلاه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف.. ونطالب بخروج هذه القوات الأجنبية من أراضينا فوراً ودون قيد أو شرط).
وتابع الجعفري: ستحضر سورية مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي ونحن نبذل الجهود الممكنة للتحضير الجيد لهذا المؤتمر الذي سيشكل قاعدة للحوار بين السوريين.
ورداً على سؤال حول العقوبات المفروضة على الشعب السوري قال الجعفري: (الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي هي ليست عقوبات لأنها لم تفرض عن طريق مجلس الأمن الدولي، ولذلك هي إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب، وبالتالي فهي غير شرعية من ناحية أنظمة وقوانين العمل وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، فلا يوجد قرار صادر عن مجلس الأمن يفرض عقوبات على الجمهورية العربية السورية، وبالتالي أي إجراءات اقتصادية أحادية الجانب هي غير شرعية من ناحية المبدأ، وقد أثرنا هذه المسألة المهمة في محادثاتنا الثنائية مع الضامنين الروسي والإيراني، وهما يتفهمان تماماً إشكالية هذه المسألة ومدى خطورتها وضررها على الاقتصاد السوري وعلى رفاهية الشعب السوري).
وأشار الجعفري إلى أن وفدنا لا يدخل في أي حوار ثنائي مع الوفد التركي للأسباب التي يعرفها الجميع والتي أوضحناها لهم، وتتعلق أساساً بدعم الحكومة التركية للإرهاب في الأراضي السورية وتشريع الحدود المشتركة السورية التركية أمام الإرهاب العالمي الذي يكافحه العالم كله اليوم.
وأوضح الجعفري (لا يوجد حوار مباشر بيننا وبين الضامن التركي للمجموعات الإرهابية، وعبرنا عن هذه المشاغل بشكل واضح وجلي لكل من الضامنين الروسي والإيراني، وهما يتفهمان موقفنا بشكل أكاد أقول إنه بالمطلق).