الرمضاء شدة الحر.. ورمضان أعلى درجات الرحمة!
من أين جاء اسم (شهر رمضان المبارك)؟
من (الرمضاء)، هكذا ورد في بعض المراجع.
والرمض هو اشتداد الحر عند العرب، كما يقول الباحث الدمشقي الراحل أكرم حسن العلبي في كتابه الشهير عن التقويم، ولأنه – أي رمضان – جاء لأول مرة في تلك الظروف، فقد أخذ اسمها، وفي هذه الأيام التي نعيشها يحل شهر رمضان المبارك في أشد الظروف حرارة وسخونة، إلى الدرجة التي أصبحت فيها (الرمضاء) حالاً مناخياً وسياسياً في كل العالم، وخاصة في منطقتنا العربية!
وشهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي ورد اسمه صراحة في القرآن الكريم، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) كما تقول الآية الكريمة..
وكل الدارسين يعلنون أن الدعوة الإسلامية التي كان القرآن الكريم منهجها، لم تكن ولايمكن أن تحمل أي ملمح من ملامح القسوة والعنف والقتل التي تعيشها منطقتنا هذه الأيام.. أو تحت العناوين أو المسميات التي تظهر في بلادنا ومن حولنا، التي تدّعي حمل اسم الإسلام.
فالإسلام في جوهره دين الرحمة والعدل والمساواة، وما شهده العالم من الإسلام عبر التاريخ لايلتقي أبداً مع ما يشهده اليوم على أيدي من يدعون الإسلام، أو يتحصنون خلف اسمه، ليقوموا بتشويه صورة الحضارة الإسلامية كلها، وهو عمل جهدت عليه الصهيونية زمناً طويلاً.
إن من أجمل العبارات التي تقال في رمضان هي: رمضان كريم.
والكريم عند العرب هو السخي الذي يفيض من رزقه على الآخرين دون حساب، وإذا قدم الإنسان من رزقه للآخرين، فمنشأ ذلك إنسانيته أولاً، ومحبته للآخرين ثانياً على أرضية الرحمة والعطف واحترام إنسانيتهم.
ويقولون: الله كريم.. أي أن الكريم صفة من صفات الله سبحانه.
أيها السوريون!
رمضان كريم على سورية..
وكرمكم في وحدتكم ومحبتكم ومصالحاتكم المتتالية.. بانتظار العيد الكبير الذي يعيد سورية إلى أهلها وطبيعتها ودورها الحضاري!