لافروف يعلق رسمياً على تشكيل واشنطن قوة جديدة في سورية

لافروف يعلق رسمياً على تشكيل واشنطن قوة جديدة في سورية

موسكو: الاحتلال الأمريكي لمنطقة التنف السورية غير مقبول

عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من الخطط الأمريكية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سورية، متّهماً واشنطن بأنها لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وقال في المؤتمر الصحفي حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي عام ،2017 يوم الاثنين 15/1/2018: (يثير ذلك تساؤلات لدينا من وجهة نظر احترام وحدة الأراضي السورية. ولكن توجد هناك أيضاً القضية في العلاقات بين الأكراد وتركيا. وهذه الخطوة الأحادية الجانب لا تساعد في تهدئة الوضع حول عفرين).

وأشار الوزير إلى أن (المشروع الأمريكي الجديد ذكر إنشاء مناطق حدود آمنة اعتماداً على قوات سورية الديمقراطية وأساسها الوحدات الكردية)، مضيفاً أن هذا قد أثار ردَّ فعل سلبياً من جانب تركيا.

وشدد لافروف على ضرورة أخذ مصالح الأكراد بالاعتبار في عملية التحضير لمؤتمر الحوار السوري- السوري.

وزارة الخارجية الروسية انتقدت ما وصفته باحتلال محيط بلدة التنف السورية، على حدود الأردن، مطالبة واشنطن برفع جميع القيود عن إيصال مساعدات إنسانية لنازحين سوريين في هذه المنطقة.

جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة، الخميس 11/1/،2018 بمناسبة ورود أنباء عن وصول أغذية ومواد إغاثة أساسية، عبر حدود الأردن، إلى مخيم الركبان للنازحين السوريين، الواقع على أراضي سورية، في الـ 8 من كانون الثاني الجاري.

وأشار البيان إلى أن موسكو ترحب بإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في المخيم المذكور، لكن في الوقت نفسه تصرّ على ضرورة أن يتم إيصالها مع (احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها واستقلالها، ومراعاة قواعد القانون الإنساني الدولي).

وذكرت الوزارة أن (مخيم الركبان يقع داخل منطقة مساحتها 55 كلم مربع ومركزها بلدة التنف، وهي منطقة محتلة في الواقع من قبل القوات المسلحة الأمريكية، يمنع الدخول إليها لوحدات الجيش السوري والمسؤولين الشرعيين السوريين).

ولفت البيان إلى أن القواعد الأمريكية في هذا المنطقة لا تزال تدرب المسلحين السوريين، فيما تبقى هذه المنطقة مغلقة أمام قوافل إنسانية دولية حاولت الوصول إلى مخيم الركبان من جهة الأراضي السورية، الأمر الذي يجعل حالة حوالي 60 ألف نازح بائسة للغاية، وهم في أمسّ الحاجة إلى أغذية وأدوية.

وتابعت الخارجية الروسية أن موسكو تعتبر محاولات واشنطن تبرير استخدام القوة العسكرية ضد سيادة سورية وسلامة أراضيها غير مقبولة، مشيرة إلى أن حجج الولايات المتحدة بأن الغرض من انتشار عسكرييها في سورية هو محاربة الإرهابيين (ضعيفة وتفتقر إلى المصداقية).

وطالبت الوزارة بإزالة جميع العراقيل أمام الشحنات الغذائية والطبية و(رفع مستوى شفافية العمليات الإنسانية)، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الأمريكية تتحمل كامل المسؤولية عن الوضع في منطقة التنف.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة 12/1/،2018 أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين تؤثر سلباً على موقف المعارضة السورية من مؤتمر الحوار السوري المقرر عقده في سوتشي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي لها إن (القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أعلن يوم 11 كانون الثاني (يناير)، أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سورية عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني).

وأشارت: (لقد قلنا أكثر من مرة إن عمليات جنيف، وأستانا، ومؤتمر سوتشي مرتبطة معاً. وكلها تعتبر عناصر عملية التسوية).

وتابعت قائلة: (والآن أصبح من الواضح لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عن عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر. ومن الواضح من يقف وراء المعارضة ومن يعرقل التسوية).

وأضافت زاخاروفا: (ربما يتوهم البعض أن روسيا ستتخلى عن الموقف المبدئي بشأن دعم التسوية السياسية في سورية على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، وعن الجهود للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري في نهاية كانون الثاني (يناير).

وتابعت: (وإذا كانت لدى أحد، ونحن نعرف اسمه، وهو السيد ديفيد ساترفيلد، مثل هذه الأوهام، فإنكم لن تنجحوا، على الرغم من كل الجهود التي تبذلونها).

وقد جاء ذلك التصريح رداً على تعليقات القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد حول أن الولايات المتحدة لن تعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي شرعياً.

وأشارت زاخاروفا كذلك إلى أنه (في الأيام الأولى من عام 2018 اشتدت في سورية بشكل ملحوظ استفزازات مسلحي (جبهة النصرة) وفصائل التشكيلات المسلحة المتطرفة، وكانت هناك هجمات على مواقع العسكريين الروس).

وأضافت أن هناك تساؤلات بهذا الشأن لدى موسكو: (من أين حصل الإرهابيون على وسائل جديدة مبدئياً لخوض العمليات القتالية؟ ولماذا ظهرت بين أيديهم الآن بالذات؟)، أي في الوقت الذي تتعزز فيه (التوجهات نحو استقرار الأوضاع السياسية، في سورية وتجري تهيئة ظروف مواتية لتحقيق التسوية السياسية وعودة البلاد إلى حياة سلمية).

وتساءلت: (هل يأتي ذلك بسبب أن هذا التطور للأحداث، لا يروق لبعض القوى المتنفذة، ولأن روسيا تلعب الدور الأكثر أهمية فيه؟).

وتطرقت زاخاروفا إلى موضوع الوضع الإنساني في مدينة الرقة السورية، التي حررتها (قوات سورية الديمقراطية) المدعومة من قبل التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قبضة تنظيم (داعش).

وقالت إنه (يتهيأ في وسائل الإعلام الغربية والدوائر السياسية ما يصعب تسميته، إلا بتواطؤ الصمت حول الوضع الحقيقي في الرقة. ويأتي ذلك من أجل عدم الإساءة إلى سمعة واشنطن وحلفائها، التي لا تمتلك أسساً قانونية لوجودها في سورية. وفي الوقت ذاته تستمر محاولات تأجيج وتشويه صورة ما يحدث في الغوطة الشرقية وإدلب).

وأشارت زاخاروفا إلى أن الأوضاع في الرقة لا تزال معقدة للغاية، فهناك ألغام وقذائف لم تنفجر في الكثير من أحياء المدينة، وألحقت أضراراً بـ 80 بالمئة من المباني، ولا تعمل منظومة إيصال المياه، ولا يوجد كهرباء، إلا في بعض الأحياء. كما لا يزال كم كبير من الجثث تحت الأنقاض، ما يهدد بانتشار الأوبئة، ولا تزال الوكالات الأممية المختصة غير قادرة على تقييم الوضع.

وأضافت أن (أسباب هذا الوضع واضحة، وهي تكمن في استخدام ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوة بشكل عشوائي، وبعد ذلك التلاعب بتشكيل إدارة محلية غير خاضعة للسلطات السورية الشرعية في دمشق).

العدد 1140 - 22/01/2025