هجوم الإرهابيين يتبدد على أبواب دمشق
هل كان انتحاراً؟ تساءل العديد من المحللين السياسيين والعسكريين، بعد (غزوتَي) الإرهابيين (المختلطين) من النصرة و(معتدلي) الولايات المتحدة على دمشق من بوابة جوبر.
أما نحن فنقول لا، ليس انتحاراً، بل محاولة اليائسين لرفع الروح المعنوية، وتحقيق ولو شبه إنجاز، يساعدهم في لمّ صفوفهم وإقناع الداعمين بقدرتهم على الوقوف في وجه التقدم الذي يحرزه جيش سورية الوطني في العديد من المناطق، ولعرقلة الجهود السلمية لحل الأزمة السورية، ولوقف المصالحات الوطنية التي كان آخرها إتمام التسوية في حي الوعر في حمص.
الغريب في سيل الآراء حول (غزوتي) دمشق لا أن ترفض معارضة (الرياض) وحلفاؤها إدانة هذا التصعيد، وما تخلله من عمليات انتحارية مجرمة أدت إلى إراقة دماء العشرات من المواطنين الأبرياء، بل تفسير بعض المعارضات (الوطنية) بأن هاتين (الغزوتين) كانتا دفاعاً عن النفس!
دفاعاً عن النفس..؟! عن الإرهابيين الآتين من أقاصي الأرض، عن الانتحاريين السعوديين والتونسيين والأردنيين..؟! وضد من؟ ضد الجيش السوري الذي يدافع عن أرض أقسم أن يدافع عنها لأنها أرض الوطن، ولأن وجوده مرتبط بعزتها وكرامتها وسلامة أراضيها.
الجيش السوري تابع مطاردة الإرهابيين في العمق بريف دمشق، في الوقت الذي أفشل فيه حصار مدينة محردة، ووجه ضربات موجعة للإرهابيين في ريف حماة، وتتشكل في قرى هذه المحافظة مقاومات شعبية لمواجهة هجمات المنظمات الإرهابية.
غياب الصوت الأمريكي الواضح عن جهود التسوية السياسية في أستانا وجنيف، لم يمنع الأمريكيين من تعزيز وجودهم في شرق سورية تحت (شعار) مكافحة داعش، والتمهيد لتحرير الرقة، وأيضاً من أجل فرض واقع على الأرض السورية يستجيب لرغبتهم في إرضاء جهات عدة في آن معاً. ويبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية الجديد تيلرسون القريبة إلى إسطنبول ستأتي في هذا الإطار، لكن ضيّقي الأفق وحدهم يتوقعون تحركاً أمريكياً يصب في مصلحة إنجاح المساعي الدولية السلمية.
جنيف 5 يستأنف أعماله، وديمستورا يطالب (ضامني) التهدئة في أستانا بالمساعدة في تسهيل البدء في مناقشة السلال الأربع التي تشكل جدول الأعمال، خاصة بعد عودة وفد (الرياض) إلى نغمة الشروط المسبقة، والتهديد بنسف هذه الجهود السلمية.
المواطنون السوريون الواقفون خلف جيشهم الوطني، لم ترهبهم تفجيرات الإرهاب، وقذائف هاوناته وصواريخه، وهم يدركون تماماً أن أي حل سياسي لأزمتهم لابد أن يستند إلى القضاء على الإرهاب، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، تمهيداً لتوافقهم على المستقبل السوري الديمقراطي العلماني.