أطفالنا في دائرة الاستهداف.. من الذي سينقذ الناس؟!
يلفت النظر هذه الأيام إعلان ماكر يطرح سؤالاً مهماً يقول:
– من الذي سينقذ الناس؟!
فعلاً، السؤال مهم، من الذي سينقذ الناس؟! خاصة أن الأهوال التي تحاصرهم تحتاج إلى منقذ من نوع خاص، وبالتالي فإن الأطفال وحتى الكبار سيسارعون للبحث في التفاصيل..
لاحظوا كلمة الناس!
هي كلمة تدل على معنى مفتوح، فقد يكون الناس عرباً أو عجماً (كما يقال)، لكن طارح السؤال الماكر، ترك الجواب في قلب اللعبة الإلكترونية التي يجري الترويج لها، وبالتالي، سيقوم الأطفال تلقائياً بفضول وبحماسة.. بتحميلها على أجهزتهم والسعي لإنقاذ (لاحظوا كلمة إنقاذ) الناس؟
وفي اللعبة يتعلم الأطفال كيفية استخدام السلاح الأمريكي، وكيفية الاستيلاء على المواقع العسكرية المحلية، ويتدربون على آليات القتل والقتال أو الاقتتال العسكري إلى الدرجة التي يخرج فيها الطفل في نهاية اللعبة (واحداً ممن ينقذون) البشرية (!!)، وفي حقيقة الأمر، جاهزاً ليصبح بمتناول الإرهاب!.
إذاً هو تلميذ شاطر سيقوم بممارسة اللعبة طيلة الليل والنهار، وسينشغل فيها عن مدرسته بالمثابرة على دروس مدرسة (من سينقذ الناس) الإرهابية التي تروجها مختلف الألعاب التي تبثها وكالة الاستخبارات الأمريكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأقراص المدمجة للسيطرة على العالم بعد إثارة الفوضى فيه؟
والفاضح أن برامج هذه الألعاب تنشر بكثافة على المواقع الإلكترونية التي تدعي أنها تحمل قضايا إنسانية وثقافية، والتي نعرفها وندخل إليها ويدخل إليها الكثيرون لمتابعة ماتنشره، وبذلك يدفعنا الفضول إلى فتح ملفات هذه الألعاب ونسخ ملفاتها إلى أجهزتنا..
كل ذلك يعني أن المؤامرة الكبرى تجري على الجيل.. على الأجيال القادمة وهي تدخل الحياة العملية وسط ضباب الفوضى ونيران القتل والتدمير التي يروج لها في العالم..
إذا كان السؤال (من سينقذ الناس؟) مثيراً إلى هذه الدرجة، فإن السؤال الأكثر إثارة هو ما الذي ستجنيه أمريكا من ترويج كل هذا العنف في العالم ودفع البشرية إلى حافة الهاوية؟!
بالفعل ما الذي ستجنيه الولايات المتحدة من كل هذا الترويج الرهيب لتشويه إنسانية البشر وإشاعة الوهم بالسوبرمان الأمريكي الذي سيحل مشاكل العالم؟!
إنها أسئلة يجب الوقوف عندها في كل وسائل الإعلام، لأن الهدف الأول لهذه المخططات هو نحن؟ فالإرهاب والقتل من حولنا وحوالينا، وعندما يتعرف الأطفال على اللعبة يصبحون في قلب الإرهاب!