دعاء السوريين!
غار الفجر مني…
فأنا كلَّ يوم أوقظ النهار قبله..
أقول له: قم..امسح وجهك بالرحمن أيها النهار ..
ثم أرفع صوتي، في سواد الليل المكشوف في آخره عن فجر قادم:
– يا ألله.. ضع يديك فوقها!
– احمها يا ألله! زيّنها بالمحبة كما كانت.. أعدها كما خلقتها أرض المحبة..
يقول وردها لأهلها الطيبين:
اقطفوني واشربوا مائي ساخناً عند الصباح.. فالورد، حتى الورد يعرف أهلها الطيبين ويقدم لهم نفسه على طبق الماء المغلي..
يقول الماء للجداول والحقول والسندس والقمح والزيتون والليمون والبرتقال: أيتها الزروع كوني هناء وشفاء للسوريين..
تقول الشمس للدفء: اذهب إليهم، كن غطاء شتويا لعظام السوريين على أبواب الزمن الصعب.. كن كما أنت أيها الدفء حناناً وحباً..
تقول الأرض للزرع: كن طيباً.. كن رخيصاً. كن دواء.. كن.. كن..
وتعلن الجبال أنها ستبقى الأحلى.. ويعلن قاسيون أنه سيبقى الأقوى.. وتنهار الفتن، وتموت قلوب الحاقدين على أطفالنا!)
أرفع صوتي في سواد الليل المكشوف في آخره عن فجر قادم:
– يا ألله.. اشتدت الخطوب.. وامتدت أيادي الغرباء نحونا تشعلنا بالنار وتغرقنا بالخوف.. سكن الموت جنبات البيوت وفي أسوار الحدائق والحواكير والزنزلخت، وبين أوراق النسرين وأغصان الرمان..
اختبأ الشر في زواريب المدن والقرى..
يغير وجهه يصبح الشر لعبة بين أيادي الجاهلين..
الشر يتهيأ أحيانا كتفاح في شجرة الشياطين..
يعرفه السوريون، فيفرّون منه..
يغوي الشرّ نفوس الضعفاء، فأنقذِ الضعفاء من ضعفهم.. يا ألله..
لايقدر على زرع المحبة إلا محبتك..
ومحبتك يا الله في قلوب السوريين عقيدة لكل الطيبين.. لأنهم أبناء الأرض، ولم تنبت أرض سورية إلا طيباً..
وأنت أيها الفجر… أعرف أنك قادم، فلا تحزن من يقظتي..
*****
غار الفجر مني…
فأنا كل يوم أوقظ النهار قبله..
أقول له: قم..امسح وجهك بالرحمن أيها النهار ..
ثم أرفع صوتي، في سواد الليل المكشوف في آخره عن فجر قادم:
– يا ألله.. ضع يديك فوقها!
– احمها يا ألله!
زينها بالمحبة كما كانت..
أعدها كما خلقتها أرض المحبة..
وفي كل فجر يذهب السوريون إلى المحبة!