بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد: حلقة جديدة من حلقات العدوان على سورية

 نستنكر أشد الاستنكار التدخل الأمريكي الجديد في الشأن السوري، والذي تجلى، مؤخراً، في إرسال قوات عسكرية أمريكية إلى محيط محافظة الرقة التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المسلحة، والشروع بإقامة مطارات عسكرية، وفرض الإشراف الأمريكي وبعض المليشيات الأخرى على سد الفرات، وتعريض عدة محافظات سورية لخطر طوفان مياهه عليها، مع ما يعنيه ذلك من تلف المحاصيل والبيوت والمنشآت فضلاً عن الخطر البيئي المرعب، إضافة إلى ما تعانيه المحافظات الشرقية من جور وظلم وإرهاب.

إن تذرع الولايات المتحدة الأمريكية بمكافحة الإرهاب لتبرير تدخلها العسكري هو أمر مفضوح تكذّبه السياسة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية طوال السنوات الست الماضية، والتي تجلت بالتواطؤ مع الإرهابيين وتشجيعهم على محاربة الدولة الوطنية، بكل الوسائل، ولو كانت أمريكا جادة في محاربة الإرهاب طوال الفترة الماضية لكانت النتائج مختلفة تماماً.

إن ما يهم هذه الإدارة الأمريكية أو تلك من الانخراط في الحرب ضد سورية هو ضمان أن تكون  نتائج هذه الحرب بما يكفل استنزاف سورية ميدانياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لأطول مدة ممكنة، وتدمير البنية التحتية، كما يهمها أيضاً احتواء الإرهابيين بما لا يُنهي دورهم في المنطقة، بل يبقيه ضمن الحدود التي لا تتعارض مع متطلبات ومصالح المشروع الأمريكي -الصهيوني.

وقد استغلت الإدارة الأمريكية  الصراع الكردي- التركي لمحاولة احتواء طرفي هذا الصراع وتوظيفه في عملية خلق مصالح وركائز وقواعد لها في شمال شرق سورية، وهي من ناحية تدغدغ عواطف بعض القوى الكردية دون أن تقطع مع أردوغان ونظامه الفاشي، رغم الخلافات المستعرة بينهما، وتقدم الوعد تلو الآخر لهما، بغية الإمساك بأوراق الأزمة من كل جوانبها.

إن الشعب السوري الذي تحمّل عذابات أسطورية، وهو يقاوم الإرهاب وداعمي الإرهاب منذ ست سنوات، وأسقط المشروع الأمريكي الإسرائيلي، بعزيمة قواته المسلحة، ودعم الأصدقاء والحلفاء في روسيا وإيران والمقاومة، سوف يُسقط هذه الحلقة الجديدة من حلقات المؤامرة الاستعمارية على سورية، وسوف يُغرق المشروع الأمريكي بنسخته الجديدة في رمال الغضب الشعبي السوري، الذي سيسقط أيضاً مشاريع التقسيم والتفتيت الطائفي أو المذهبي، وستبقى سورية واحدة .. موحدة، وقلب العروبة النابض، وجمهورية ديمقراطية.. علمانية.. وتقدمية، رغم أنف الإرهابيين وأسيادهم.

دمشق في 3/4/2017

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد