شهداء السادس من أيار ضحوا بأرواحهم فأصبحوا نجوماً مشعة
حالمو الأمس، هم أبطال اليوم.. ترى هل كان شهداء السادس من أيار يحلمون، عندما جندوا أقلامهم ووظفوا ثقافتهم في سبيل إنهاض الهمم وإثارة الحماسة وبعث الروح الوطنية والقومية لدى أبناء شبعهم، بفعل تحريضي تعبوي ضد سياسات الدولة العثمانية المعادية للعرب، والتي عملت على محاربة اللغة العربية وفرض التركية، من خلال ما عرف بسياسة التتريك.
لقد ساهم شهداء السادس من أيار في حمل مشعل الحضارة، فشاركوا في تأسيس الجمعيات الثقافية والعلمية والسياسية التي دعت إلى استقلال العرب عن الدولة العثمانية، كاشفين زيف ادعاءات العثمانيين المتسترة بالدين تحت ما يسمى بالجامعة الإسلامية.
الوعي المبكر لمفكري تلك المرحلة ومثقفيها وشعرائها وكتّابها من أمثال الشيخ عبد الحميد الزهراوي وعبد الغني العريسي
وغيرهما ممن تشرفت أعواد المشانق عندما تأرجحت أجسادهم فوقها، لكن رؤوسهم بقيت مرفوعة، وعيونهم شاخصة نحو المستقبل لوطن حر سيد يقرر أبناؤه مصيره ومصيرهم بمعزل عن قوى التخلف والجهالة الإقطاعية.
أفضل تكريم لهؤلاء الأبطال أن نستوحي مآثرهم ونسير على دربهم ونعود إلى مواقفهم الشجاعة، لأنهم أعطوا أغلى ما يملكون، فالإنسان لا يملك إلا ما يعطيه.. لقد أعطوا أرواحهم فملكوا المجد والخلود.
كم هو جميل هذا السمو، ما أبهاكم في علاكم.. هنيئاً لكم بما فعلتم، ستبقون دائماً نجوماً مشعة في سماء الوطن، الذي يعاهدكم أن يبقى وفياً لقيمكم ونبلكم، وها هو اليوم يسعى لاستكمال ما بدأتهم به، من أجل الحرية والسيادة والاستقلال.
المجد والخلود لشهداء السادس من أيار، ولكل شهداء الوطن في الماضي والحاضر!