الشرف الرفيع معلّقاً في جسدي
تتالت الأحاديث عن حالات الاغتصاب للفتيات في ظروف النزاع، ونتائجها المدمرة على الفتاة وذويها، حين خروجها من مكان حجزها أو تعرضها للاعتداء في مكان ما. وأخطر هذه النتائج هي أن الفتاة المغتصبة، بعدما تخرج من مكان الحجز (مختطفةً كانت أو مسجونة)، وبدلاً من أن تجد من يواسيها ويخفف من آلامها وتجد مجتمعاً يحويها كإنسانة عانت وأُهينت نتيجة رأيها أو موقفها أو بحكم المصادفة، تلقى بانتظارها عقوبة أكبر من الاغتصاب، ألا وهي القتل بدافع الشرف من قبل أهلها لغسل عارهم! أي شرف هذا الذي تريدون غسله أيها الأهل؟
أي شرف لكم تتباهون به لتغسلوه بقتل تلك الأنثى التي كان حجزها هو نتيجة عاركم المتراكم على مدى سنوات؟
وإلى متى ستبقى قطعةُ لحمٍ لا تتجاوز السنتمترات تسمى غشاء بكارة هي شرفكم وعرضكم؟ وتبقى هي البعبع المسيطر على بناتكم طوال حياتهن وتهدد وجودهم وتعطي خصمكم الحق في إهانتكم بها والضغط عليكم وإذلالكم من خلال اغتصاب بناتكم بالقوة والإكراه لتنتهوا إلى قتلهنّ؟
لماذا يخرج الشاب المعتقل من مكان حجزه، مهما تعرض لأساليب للتعذيب، بطلاً قومياً بنظركم، بينما الفتاة بالعكس؟
لو فكرتم بعقولكم التي طالما استخدمتموها بأن هذا الغشاء هو كغيره من أعضاء الجسم، ووظيفته عادية كباقي وظائف الجسم، وأن جسد المرأة ليس مركز الشرف، بل قيم كثيرة نسيتموها، وأنّ الشرف لا ينبع منه، بل من تصرفاتكم وأخلاقكم، لانتهت المشكلة وانتهى التخلف، ولوضع حد لهذا السجان بابتزاز بناتكم .
إلى متى سنبقى ندَّعي التطور والحضارة وحمل الآيفونات والموبايلات الحديثة وركوب آخر موديلات السيارات وزيارة أجمل البلدان، ونحن في قمة الجهل والتخلف؟