الصناعات ذات الأولوية
فؤاد اللحام:
في وقت مبكر من عام 2013 قدّم برنامج التحديث والتطوير الصناعي لوزارة الصناعة رؤيته للصناعة السورية في مرحلة ما بعد الأزمة. وقد تضمنت الرؤية تحليلاً لأثر الأزمة على الصناعة السورية، بشقّيها: العامّ، والخاصّ، والإجراءات المطلوبة لمعالجة هذه الآثار في المرحلة الراهنة (في ذلك الوقت) وفي مرحلة ما بعد الأزمة، وجرى فيما بعد تطوير هذه الدراسة ومناقشتها في ورشة عمل خاصة بوزارة الصناعة.
من بين الأمور العديدة التي تناولتها الرؤية، الصناعات ذات الأولوية التي يجب إعطاؤها عناية خاصة في المرحلة الراهنة استعداداً لمرحلة ما بعد الأزمة، وهذه الصناعات هي:
1- الصناعات المرتبطة بإعادة الإعمار: الاسمنت، الحديد، الكابلات، الألمنيوم، البلاط، السيراميك، الدهان …إلخ.
2- الصناعات التي تلبي الاحتياجات الأساسية للمواطنين: (السكر، الزيوت، الألبان، الأدوية …).
3- الصناعات التي تلبي احتياجات القطاع الزراعي: (الأسمدة، الأعلاف، الأدوية البيطرية، المبيدات، الآليات الزراعية …).
4- الصناعات التي تنتج بدائل المستوردات من أجل تخفيف الضغط على الميزان التجاري والقطع الأجنبي.
5- الصناعات التصديرية: النسيج والألبسة، المنتجات الغذائية …، من أجل توفير القطع الأجنبي اللازم.
6- الصناعات التي تستخدم مدخلات إنتاج محلية: قطن، قمح، فوسفات …
7- الصناعات القائمة في الأماكن والمناطق الأكثر تضرّراً.
وكان من المفترض أن تتولى الجهات المعنية وضع خطة متكاملة لوضع هذه الأولويات موضع التنفيذ، وربط مشاريع الاحتياجات الحالية الملحة مع الاحتياجات المستقبلية قدر الإمكان، ليس من أجل الاستعداد المبكر لمرحلة ما بعد الأزمة (التي نأمل أن تكون في أقرب وقت ممكن) وحسب، بل أيضاً من أجل التعامل الجدّي والمسؤول مع آثار الأزمة ومنعكساتها في الوقت الراهن، ومعاناة السوريين وبشكل خاص الصناعيين والحرفيين منها، وعدم ترك الأمور لسياسة العمل يوماً بيوم، وهو ما لم يحدث بالشكل المطلوب. فهل تتحرك الجهات الخاصة والعامة المعنية سريعاً لتدارك هذا التأخر؟ نأمل ذلك.