أزمة المواصلات بين تكامل ووزارة النفط
سليمان أمين:
أزمة وسائط النقل والمواصلات مستمرة للأسبوع الثالث على التوالي من دون أي حلول لها، بل تفاقم الوضع من سيّئ إلى أسوأ، مع تبريرات تتعلق بنقص التوريدات، ولكن ما يحدث لا علاقة له فعلياً بالتوريدات، بل توجد مشكلات كبيرة في بطاقة تكامل التي أصابتها موجة هستيرية في أرسل كميات التعبئة بفروق كبيرة بين وسيلة نقل وأخرى، فقد وصلت الكميات إلى أقل من 25% من المخصصات. فمثلاً في مدينة اللاذقية مخصصات بعض الخطوط 34 ليتراً في الحالة الطبيعية لعشر دورات نقل ركاب ذهاباً وإياباً، و16 ليتراً بعد تخفيض المخصصات اليومية لـ 50% بعدد دورات نقل أقل، ولكن لا يحصل على هذه الكمية سوى قلة قليلة من السرافيس، أما الباقي فيحصلون على كمية تتراوح بين 6 و 9 ليترات فقط من المازوت، مع العلم وبمتابعتنا لعمل وسائل النقل أن معظمهم يعملون بين 5 و 7 دورات نقل ركاب ذهاباً وإياباً، أي فوق المحدد لهم وفق قانون التعبئة اليومية، ولكن يصدمون بأن رسائل التعبئة تصلهم بكمية قليلة، والبعض تصلهم بما يقارب 16 ليتراً، وكثير من أصحاب وسائط النقل اشتكى تفاوت الكميات، وحين يسألون تكونالإجابة بأن المشكلة تكمن ببطاقة تكامل، والمشكلة في تفاقم متزايد من دون أي معالجة من قبل تكامل، ومن دون توضيح لسبب المشكلة وراء ما يحدث، مع صمت طويل من قبل وزارة النفط المسؤولة عن ملف المحروقات، فقد صرحت منذ أيام بوصول التوريدات وبأن الأمور سوف تعود لطبيعتها كما كانت ولكن لم يحدث، ولم تقدّم أي تفسيرات لما يحدث.
وقد تزامنت أزمة النقل هذه مع موسم افتتاح المدارس والجامعات السور أدّى لكارثة ازدحام شديدة جداً على الخطوط الداخلية للمدن والخطوط الخارجية بينها، فقد توقفت وسائل نقل المحافظات ليوم كامل بسبب توقف بطاقة تكامل نهائياً عن تزويدها برسائل التعبئة.
فهل باتت بطاقة تكامل وأزماتها المتكررة وغير المنتهية تشكّل كارثة جديدة لحامليها؟ وهل باتت وزارة النفط عاجزة اليوم عن معالجة ملف المحروقات الخاصة بوسائل النقل؟ أم أننا أمام سيناريو جديد لتحرير ملف دعم وسائط النقل العامة؟ سؤال نتركه برسم حكومتنا الجديدة لعلها تحرك عجلة تصحيح ومعالجة واقع النفل والمواصلات الذي بات يشكل كابوساً للمواطنين السوريين.