ارتفاع أسعار الخضار في طرطوس بشكل جنوني ومفاجئ
رمضان إبراهيم:
بين ليلة وضحاها حلّقت اسعار الخضار بشكل جعل الناس يتخوفون من القادم، إذ استفاق المواطن على سعر خيالي لكيلو البندورة بلغ 12 ألفاً والخيار 11 ألفاً والخسة الواحدة بـ7 آلاف وربطة البقدونس بـ 2500 ليرة ووصل سعر كيلو البطاطا إلى 12500 ليرة!
أرقام فلكية للخضار والفواكه، جعلت الناس في حالة صدمة والكثير منهم يعود من السوق كما ذهب، بسبب ارتفاع بلغ 40 بالمئة خلال أيام.
لمعرفة أسباب هذا الارتفاع الجنوني تواصلنا مع بعض المزارعين، فأوضحوا أن السبب الرئيسي لذلك هو موجة الحر القوية التي أحرقت الشتول، فسببت قلة بالكمية الموجودة في السوق، إضافة إلى أن موسم الشتول في نهايته ويكاد ينتهي موسما البندورة والخيار، والموسم الجديد سيحتاج إلى 45 يوماً، وكل ذلك مترافق مع ارتفاع في استهلاك الخضار في موسم الصيف، ولاسيما أن كميات لا بأس بها تتجه يومياً إلى المناطق الشرقية، مشيراً إلى أن البضاعة التي تأتي من بقية المحافظات تعاني من ارتفاع أسعار النقل، فأجرة السيارة التي تزن 8 أطنان تصل إلى مليونين و800 ألف ليرة.
وعن سبب ارتفاع أسعار البطاطا إلى 12 ألفاً علمنا أن السبب يعود لتخزينها بالبرادات ومعظمها من المنطقة الوسطى ودمشق، وهذا أدى إلى ارتفاع سعرها وستبقى كذلك إلى حين بدء الموسم الجديد بعد الشهر القادم، ولا سيما أن المالحة منها والجيدة تحفظ كي تباع للمطاعم بـ15 ألف ليرة، لافتاً إلى أن هناك استغلالاً من التجار ببيع الحمضيات، فالشهري منه يبلغ ثمن الكيلو 14 ألفاً في حين يباع بالسوق بزيادة 4 آلاف ليرة نتيجة قلّته، ولأن النوع الفرنسي منه لم يثبت جودته بسبب قلة الماء فيه.
وبخصوص أسعار الفواكه، علمنا أن الفواكه يختلف سعرها من منطقة إلى أخرى ومن حي إلى آخر، وأسعارها في سوق الهال مقبولة قياساً للقيمة الشرائية لها، مشيراً إلى العنب الأسود يتراوح بين 8 و9 آلاف، على حين يباع في السوق بـ14 ألفاً والحلواني بـ13 ألفاً ويباع بـ20 ألفاً، في حين التفاح كميته قليلة جداً بسبب تراجع زراعته وحاجته للرش والاهتمام من دون أسعار مجزية ما أدى إلى قلة الكميات وارتفاع أسعاره.
الشهر القادم سيكون أقسى وربما ستزيد الأسعار قليلاً نتيجة لانتهاء موسم الخضار الصيفية وقلة الشتول الجديدة ولن يحصل توازن قبل بداية الشهر العاشر، إضافة إلى أن تكاليف المؤونة ستكون عالية جداً والمطلوب الصبر في هذه الأثناء.
مدير التجارة الداخلية بطرطوس نديم علوش أكد أن الأسعار ارتفعت نتيجة قلة العرض أمام الطلب الكبير في أوج الحركة السياحية وعمل المطاعم قياساً لنهاية موسم الإنتاج، ولاسيما أن معظم صناديق البندورة هذا الشهر تأتي من السويداء، لافتاً إلى أنه بزيارة إلى سوق الهال أمس لم تتوفر حبة بندورة في السوق، وبالتالي أي كمية تأتي سيتم سحبها مباشرة، وكذلك الأمر بالنسبة للبطاطا التي بدأ تجار البرادات بسحبها من السوق، علماً أنهم اشتروا الكيلو بـ8 آلاف.
واضاف: أن أسعار الفواكه تكون وفقاً لتكاليف الإنتاج ولكن المشكلة بالقدرة الشرائية، مؤكداً أنه تتم مراقبة أسواق الهال بشكل مستمر لضبط الأمر.
أخيراً.. لم يقف الأمر عند هذا، فالمواطن أصبح كالقشّة في مهب الريح تتقاذفه العواصف من كل الجوانب، فهل سنشهد حلّاً في القريب العاجل!؟
هذا ما نتمناه!