صبراً أيها الشعب السوريّ.. فغداً أجمل!
عانينا كل آثار الحرب والآن نلتقط أنفاسنا الأخيرة وأملنا الوحيد بالدعاء، ولكن السماء ومن فيها ضجروا من كثرة طلبنا، فلا فائدة للدعاء من دون العمل به، ولا حلول داعمة لدعائنا المتكرر، وكالمعتاد يبقى الصبر مفتاح الفرج. هذه الجملة بمثابة إبرة مورفين نرددها أرواحنا وكي نخدر عقولنا، فهل من الممكن أن يكون موعدنا نحن السوريين مع الفرج مرتبطاً بلقاء الجنة ولا وجود له في هذه الدنيا وعلى أرض سورية الحبيبة.
للعلم، تحمّل الشعب السوري ما لا تتحمله الجبال، بقدرات جبارة تفوق تخيلاتنا نحن البشر، نحن شعب مقاوم متمسك بالحياة بكل ما فيها من ضغوط نفسية وجسدية، من آثار وتداعيات حربٍ مستمرةٍ حتى الآن مروراً بارتفاع الأسعار المتزايد كل شهر تقريباً حتى أصبحنا نعتاد عليها كأنها أمر طبيعي، والمضحك في الأمر أنّه إن استمر الشهر من دون زيادة بإحدى متطلبات الحياة الأساسية، نتعجب ونُصاب بالحيرة ونتعجب مما حصل، لذا وحمداً لله لاتضعنا قرارت بلدنا بموضع الحيرة أبداً، فالزيادة دائمة وأكبر مثال هو ارتفاع أسعار باقات الإنترنت مع بداية الشهر الثامن، والمضحك أكثر أن الرسائل التمهيدية التي وصلتنا قبل نهاية الشهر السابع بيومين كي نلحق العروض الجبارة قبل تغيير لائحة الأسعار، والمبهر أن العروض تحمل أسعاراً رهيبة غير معقولة تبدأ من ال١٠٠ ألف ليرة سورية، وكل ما عليك هو لحاق العرض قبل بداية الشهر.
ولكن بربّك أخبرني ماذا سيحصل إن لم ألحق العرض؟ هل سيضع الموظف نصف راتبه باقات إنترنت ويفتح فمه للهواء؟ ولكن هل انتهينا؟! بالتأكيد لا، وصلنا إلى غلاء البنزين والغاز المنزلي، والحال أن كثيرين من هذا الشعب يعيش من الحوالات الخارجية، التي إن استمرت مراكز الهرم والفؤاد في التوقف عن العمل يومين إضافيين فستنكسر ميزانية كثيرين من الشعب السوريّ وقد يموت بعضهم جوعاً، فالصبر الذي لدينا لا يكفينا وحده ولا يبقينا أحياء، فنحن بحاجة إلى طعام يسندنا، ومن دون المال لا شراء ولا طعام ولا حياة.
في الواقع ما بين انتخابات مجلس الشعب ورفع الأسعار المعتاد فترة قصيرة، فأين صوت الشعب الناطق؟ وأين الوعود بطلب التحسين؟ وأين الأعين المبصرة؟ وأين الكلام؟ وأين؟ وأين؟! كأنهم أفواه ناطقة كي يتمكن أحدهم من مجلسه ومقعده، وبعد ذلك تتبخر الوعود، كما تبخرت وعود من سبقوهم!
للأسف نحلم فنحطم، نبني فيتلذذون بهدم ما بنيناه، نبتسم فيحاولون جاهدين سرقة ضحكاتنا، حمداً لله أن النفَس لا يشترى، وإلا كنا فقدناه هو الآخر، ولكن كالعادة نحن باقون على أمل التحسين!
دمتم ودمنا سالمين!