من تاريخ منظمة الحزب الشيوعي السوري في محافظة حماه
إعداد الرفيق: خالد ديوب:
لقد نشأت علاقة بين رفاق من دمشق منهم عبد القادر إسماعيل، رشاد عيسى، نجاة قصاب حسن، جورج نقولا، وبعض الشباب في مدينة حماه كالرفاق هشام سعيد، نزار سعيد، محمد المللي، جرجس أسو، وحيد بيطار، وهم من الشباب المثقفين والحرفيين، الذين كانوا نواة منظمة الحزب الشيوعي السوري في حماه عام ١٩٤٣، وكان يحضر بعض الرفاق من محافظة حمص لشرح مبادئ الحزب وبعض قوانين المادية الديالكتيكية التي كانت تثير جدلاً بين الرفاق لما كانوا يحملونه من أفكار دينية حسب البيئة التي جاؤوا منها. ثم انضمّ إليهم الدكتور وجيه البارودي مشاركاً بقصائده التي كانت تلقى قبولاً ووقعاً جميلاً لدى الرفاق، كقصيدة (الحمراء) التي أثارت جدلاً مع العناصر الإقطاعية.
عندما أقيمت مباراة كرة قدم بين فريق الجيش الفرنسي وفريق حموي، حصل صدام بين المدنيين وفريق الجيش الفرنسي، تطور إلى مظاهرة سارت باتجاه مركز الأمن العام الفرنسي، وصعد محمد العشي إلى أعلى بناء الأمن العام ونزع العلم الفرنسي ورماه إلى الجماهير فمزقته. ولما تصاعد النضال ضد الاحتلال الفرنسي، شارك الحزب مع القوى الوطنية في المعارك، كمعركة عين اللوزة.
في هذه المرحلة حلّ الرفيق نديم عدي في قيادة المنظمة بدلاً من الرفيق هشام سعيد بمساعدة محمد المللي.
وفي عهد انقلاب حسني الزعيم، شُنّت حملة اعتقالات واسعة ضد الرفاق، فاعتُقل فيها كلٌّ من الرفاق محمد المللي، وعبد القادر أبو الذهب، وجورج نقولا، بينما بقي إسماعيل الطرودي طليقاً يقوم بالاتصال مع قيادة الحزب.
وبعد انقلاب الحناوي جرت انتخابات برلمانية، رشح الحزب فيها الرفيق نديم عدي تحت شعار الاتحاد الوطني، وكان للحملة الانتخابية صدى جماهيري واسع ساهم في نمو الحزب.
في أواخر عام ١٩٤٩ شُكّلت لجنة منطقية جديدة ضمّت الرفاق: نزار سعيد، إسماعيل الطرودي، محمد المللي، وفي أحد اجتماعاتها في منزل محمد المللي جرى اعتقالهم جميعاً، بوشاية غادرة. بعد فترة شُكّلت لجنة منطقية مصغّرة ضمّت الرفيقين محمد الحبال وإسماعيل الطرودي (بعد إطلاق سراحه). في هذه الفترة رسخت المنظمة جذورها وأصبحت أسرٌ كاملة منظمة أو موالية للحزب، وتشكّلت حول المنطقية فرعيات وفرق في الأحياء والمدن والقرى، وازداد النشاط بين العمال والحرفيين والطلبة. وفي عهد الشيشكلي وُجّهت ضربات قاسية للمنظمة وأُغلق نادي المظفر الرياضي بسبب وجود شيوعيين ضمن أعضائه. وبعد سقوط نظام الشيشكلي استعادت المنظمة نشاطها، وشارك الرفاق في التطوع للمقاومة الشعبية وحمل السلاح والتحالف مع الاشتراكيين العرب تحت اسم التجمع القومي إبان العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦. كما وسّع الحزب نشاطه بين النساء وعقد اجتماعات نسائية جماهيرية في المناسبات الوطنية والاجتماعية، كالاجتماع النسائي في سينما الأمير، الذي كانت إحدى قادته الرفيقة منتهى المازوني. ونُظمت المظاهرات التي تبنّت مطالب جماهيرية، كالمظاهرة التي سيّرتها المنظمة في أحد الأعياد الدينية ورفعت شعار: الشعب يريد الأرض والخبز والحرية والسلم.
وعقدت المنظمة مؤتمرين فلاحيين في الغاب وسلمية ضمّا عدة آلاف. وشاركت في الحملات الانتخابية التي كان مرشّحاً فيها الرفيق محمد المازوني في حماه، والرفيق حبيب حسن في الانتخابات التكميلية في مصياف.
في مرحلة الوحدة شملت الاعتقالات كل أعضاء اللجنة المنطقية ما عدا الرفيق محمد الحبال الذي استطاع التواري، فيما شُنّت حملة لاعتقاله استمرت عامين. في هذه الأثناء استعان الحزب بأصدقاء الحزب والنساء والاطفال من أبنائهم لتوزيع المطبوعات، فيما انتقل الرفيق محمد الحبال إلى لبنان بإيعاز من قيادة الحزب، وبعد عودته نجح رجال الأمن في اعتقاله بسبب كسر تعرض له في رجله أثناء محاولته الفرار، واستمر اعتقاله أربعة أشهر تنفيذاً لقرار حكم غيابي. وفي الظروف الجديدة تشكلت لجنة منطقية كان مسؤولها محمد الحبال. وشاركت المنظمة في المؤتمر الثالث للحزب. ومازالت تشارك في جميع مؤتمرات الحزب حتى الآن.
المرجع: دراسات اشتراكية، العدد ١_ ١٩٨٤