ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف وانخفاض في أسعار الحليب.. إلى متى؟!!

رمضان إبراهيم:

أكثر من شكوى وردت إلى مكتب جريدة (النور) بطرطوس، من مربّي الأبقار في أكثر من منطقة على امتداد المحافظة، ممن يهتمون بتربية الأبقار بحكم عملهم في الزراعة ووجودهم في الريف. وقال هؤلاء المربّون إن حالهم في هذه الأيام لا تختلف عن باقي الحالات الإنتاجية، كمربّي الدواجن ومزارعي الحمضيات والتفاح وغيرها،  بل هي أسوأ بكثير، لأنهم يتعاملون مع كائنات حية (الأبقار) تتعرض للمرض والموت، مؤكدين أن أكبر معاناة يعيشونها اليوم، في ظل غياب أي دعم حكومي حقيقي لمزارعهم، هو الارتفاع الجنوني لسعر علف الحليب، فقد وصل سعر كيس العلف (40 كيلو) إلى 63500 ل. س، وبلغ سعر كيس العلف (50 كيلو) نحو 89000 ل. س، وبلغ سعر طن التبن 600 ألف ليرة سورية، فيما قفز سعر علبة دواء الفيتامين إلى 55 ألف ليرة سورية.

تجار الحليب الذين يستجرون كميات الحليب من مزارع الفلاحين يأخذون كيلو الحليب بمبلغ (1200.ل. س) فيما كيلو العلف يُحسب عليهم وسطياً بمبلغ (1700.ل. س) إضافة إلى ارتفاع أجور الطبابة البيطرية وأدويتها.

وما زاد الواقع سوءاً هو ما رافق هذا الارتفاع الجنوني بأسعار الأعلاف انخفاض بأسعار الأبقار والماشية بطريقة هزلية أدخلت المربين في نفق مظلم، وجعلتهم في حيرة من أمرهم، وكمثال حي على تردي الأسعار فقد انخفض سعر البقرة الحلوب بحدود النصف، إذ كان سعر البقرة من ثمانية أشهر بحدود 6 ملايين ليرة، واليوم تكاد لا تصل إلى 3 ملايين وربما أقل.

المتصلون بنا طالبوا الجهات المعنية برفع سعر حليب المزرعة من عند المربي لحد 1800 ليرة سورية حتى يستطيع المربي الاستمرار في عمله.

وهنا نشير إلى أهمية دور الروابط الفلاحية  ومطالبتها بمخاطبة الجهات المعنية على صعيد المحافظة استصدار قرار بتحديد سعر كيلو الحليب من المزرعة بسعر 1800 ل. س، ليتمكن المربي من الاستمرار في عمله، مع العلم بأن المربين مجتمعين على الرأي ذاته، بأن الاستمرار في العمل أصبح مستحيلاً بسبب الديون المتراكمة عليهم لأصحاب محلات بيع العلف، وقد وعدت هذه الروابط بإيصال المطلب إلى الجهات الرسمية للتحرك وإنقاذ وضع الفلاح أو المربي برفع سعر كيلو الحليب من المزرعة أسوة بأسعار كل المواد الغذائية كي يتمكنوا من الاستمرار في عملهم وإطعام عائلاتهم.

تواصلنا مع مدير الأعلاف بطرطوس الأستاذ محمد حسين، فأكد أن كلام الإخوة مربي الأبقار صحيح، لكن نحن كمؤسسة أعلاف لا علاقة لنا بموضوع التسويق وسعر البيع للحليب، فالأمر مرتبط بوزارة التجارة الداخلية و حماية المستهلك، إذ يمكنها دراسة التكلفة وإضافة هامش ربح عادل وتحديد سعر الكيلو من الحليب أو تقديم دعم مادي لكل كيلو غرام منتج، أو دعم للرأس الواحد من الأبقار الحلوب، أو إيجاد جهة تسويقية نظامية لتسويق المادة بسعر مناسب لجميع الأطراف، أو دعم المربي بالأعلاف بشكل مباشر. وحالياً فُتحت دورة علفية لمربي الأبقار 150 كغ للرأس الواحد اعتباراً من منتصف هذا الشهر، ولغاية الثامن والعشرين من نيسان القادم.

أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس سالم ناصر، فأوضح أن الأعلاف تخضع في نظام تسعيرها لبيانات الكلف المقدمة إلى المديرية من قبل المنتجين المحليين والموثقة بفواتير نظامية وفق الأسعار الصادرة من قبل الوزارة، ولم يطرأ رسمياً أي ارتفاع في أسعار هذه المادة بالصكوك السعرية الصادرة من قبلهم، علماً أن دورياتهم تقوم بمتابعة فواتير المنتجين ومطابقتها مع الصكوك السعرية الخاصة بكل منتج، وتقوم بتنظيم الضبوط القانونية في حال المخالفة، أو في حال عدم قيام المنتج بتقديم بيان كلفة. مضيفاً: نحن على استعداد لاستقبال أي شكوى من قبل المربي في حال أخذ أي سعر زائد من قبل البائع أو المنتج أو الإحساس بالغبن بموضوع شراء المادة العلفية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

أخيراً

شئنا أم أبينا فإن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال، ومن هنا لابد من أن تدرس لجنة التسعير في المحافظة شكاوى المربين بشكل دقيق وجدي من كل جوانبها وتتخذ القرار اللازم في ضوء ما تتوصل إليه، حمايةً لهؤلاء المنتجين، كما نرى ضرورة دعم هذه التربية بكل وسائل الدعم حتى يزداد إنتاجهم، وهذا ينعكس خيراً على المنتجين والمستهلكين، فهل سيبادر المعنيون إلى دراسة هذا الواقع والبحث عن حلول!؟ هذا ما نأمله ونرجوه.

 

العدد 1102 - 03/4/2024