خطوة بالاتجاه الصحيح.. لكنها متأخرة!!

رمضان إبراهيم:

خلال جولة في سوق الهال بطرطوس نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن تدخل رئيس الجمهورية وأمر بشراء الحمضيات من الفلاحين، أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أن واقع تسويق الحمضيات سيتغير على الأرض، وسوف تستجر السورية للتجارة يوميا آلاف الاطنان من الحمضيات، متحملة تكاليف النقل إلى كل الأسواق في المحافظات، بعد أن جرى تسهيل مرور الشاحنات التي ستنقل الكميات على كل الطرقات الواقعة تحت سيطرة الدولة أو غيرها (دون أن يوضح ما يتعلق بالطرقات الواقعة خارج سيطرة الدولة) واعداً أن يحصل الفلاح على حقه كاملاً وألا يبخسه أحد هذا الحق، وذلك بالتعاون مع الفعاليات التجارية والاقتصادية وأصحاب معامل العصير الذين طُلب إليهم زيادة كمية استجرارهم، مشيراً إلى عدم صحة ما تم تداوله حول انخفاض سعر كيلو الحمضيات إلى ١٥٠ ليرة، بل الحقيقة أن بعض الأصناف يباع منها الكيلو ما بين ٨٠٠ إلى ٩٠٠ ليرة، أما سعر الـ ١٥٠ ليرة فهو للحمضيات التي يتم تجميعها من تحت الأشجار. وعند سؤاله عن إمكانية تصدير جزء من الموسم، أكد المهندس عرنوس أن الكمية التي سيتم استجرارها من قبل السورية للتجارة سيتم تسويقها في السوق المحلية فقط.

ومن جهة أخرى وحول الموضوع نفسه ذكر محمود ميهوب (رئيس اتحاد فلاحي طرطوس) أن القرارات الحكومية التي صدرت بخصوص تسويق الحمضيات بتوجيه من قائد الوطن، والخطوات التي بدأت ما قبل أمس من قبل السورية للتجارة بطرطوس لجهة توزيع الصناديق وتشكيل لجنة التسويق بمشاركة مندوب عن الاتحاد من شأنها إنقاذ ما تبقى من الإنتاج بأسعار جيدة تعود بالخير على الفلاح وهذه الزراعة المهمة.

كفاح قدور (رئيس لجنة التصدير في غرفة تجارة وصناعة طرطوس) أوضح أن توجيه السيد الرئيس والاستنفار الحكومي الذي حصل بناء عليه أشاع الكثير من الارتياح بين الفلاحين المنتجين مضيفاً إن عملية إنقاذ الموسم تتطلب، إضافة إلى ما اتخذ في مجال التسويق الداخلي، اتخاذ اجراءات وقرارات استثنائية من قبل الحكومة، منها إلزام شركات العصير باستجرار حاجتها من الحمضيات العصيرية عن طريق السورية للتجارة حصراً، وليس من أسواق الهال، حتى نضمن هذا الاستجرار وتشجيع التصدير إلى الدول المجاورة والدول الصديقة من خلال السماح لمصدري الحمضيات باستيراد ما يودون استيراده من مواد للسوق المحلية من حصيلة الخمسين بالمئة من القطع الأجنبي الذي يتركه لهم المركزي، وإزالة كل العقبات من أمام المصدّرين، وإحداث خط نقل بحري مباشر بين مرافئنا والمرافئ الروسية.

أما محمود صقر (مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس) فقد ذكر، فيما يتعلق بالخطوات العملية التي قام بها الفرع الاربعاء تنفيذاً للتعليمات الحكومية، أنه تقرر زيادة كمية الحمضيات المسوقة يوميا من قبل الفرع، وتم إبلاغ جميع الفلاحين والمزارعين بأننا جاهزون لاستلام كامل المحصول بكل أصنافه وتصنيفاته حتى النخب الثالث، وأضاف إنه قد تم استلام 35 طناً من الإخوة المزارعين ومازالت آلياتنا تقوم بنقل الكميات.

وتابع: نحن في فرع طرطوس ومن بداية موسم الحمضيات كنا نستلم المحصول مباشرة من المزارعين في حقولهم، وكنا نقوم بفرز الحمضيات وتوضيبها ضمن السورية للتجارة، وهذا الإجراء ما زلنا مستمرين به، ولكن الآن ستتحمل السورية للتجارة كل تكاليف الفرز والتوضيب دون تحميل المزارعين أي أعباء إضافية.

أخيراً

الخطوة جيدة حتى ولو جاءت متأخرة، فمن غير المنطقي ولا المعقول أن يتدخل الرئيس في كل شاردة وواردة، في ظل غياب الحكومة عن العديد من مفاصل حياتنا اليومية، فهل ستكون هذه الخطوة بداية النهاية لمعاناة الإخوة المزارعين؟!

نأمل ذلك.

 

العدد 1102 - 03/4/2024