إلى أين؟

فؤاد اللحــام:

أمام استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أصبح السؤال: إلى أين؟ على كل شفة ولسان سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العام.. والجواب يزداد سلبية ومرارة مع مرور الأيام، ما جعل التشاؤم يغلب في كثير من الأحيان على الاضطرار إلى التفاؤل خاصة في ظل الإجراءات والتدابير الحكومية التي يعلن عنها كل يوم في مختلف المجالات والتي ما زالت تتسم بالارتجال والتسرع من ناحية وبالإحباط والتسويف من ناحية أخرى.

المشاكل والصعوبات التي تواجه المواطن والبلاد أصبحت الحديث الدائم والممل بين الجميع، بسبب التكرار والإضافات اليومية، وبشكل خاص وسط تكرار التبريرات التي تعلن عن أسباب كل هذه الأمور من مختلف المستويات الرسمية، في مقدمتها الحصار والمقاطعة الخ.. وغيرها من التبريرات التي وصلت إلى حد الملل والاستخفاف بعقول الناس ومعرفتهم.

بالتأكيد لا أحد ينفي أو يقلل من دور الصعوبات والتحديات التي تواجه البلاد في الظروف الراهنة، لكنه من المؤكد أيضاً أن هناك أساليب أكثر فعالية وإيجابية في مواجهة هذه الظروف التي تتطلب مستوى آخر من الكفاءة والقدرة بعيداً عن تسيير الأمور يوماً بيوم أو إدارة النقص والعجز كما يحلو للبعض أن يبرر.

كفاءة الإدارة، كما بيّنّا أكثر من مرة، لا تبرز ولا تنحصر بتسيير الأمور في الحالات العادية فقط، وإنما تبرز بل تمتحن من خلال كفاءة سياساتها وإجراءاتها في مواجهة الأزمات والتحديات الطارئة وغير العادية، وهذا هو لب المشكلة التي تتفاقم لدينا يوماً بعد يوم وهو ما يطرح سؤالين هامين ومترابطين:

الأول: لماذا يتم اختيار قيادات وإدارات معروفة بعدم قدرتها على مواجهة هذا التحديات بالشكل المطلوب؟

والثاني: لماذا يقبل هذا المرشح أو ذاك على نفسه التكليف بمهمة لا يقدر على القيام بها بالشكل المفترض سواء بسبب امكانياته وقدراته التي يعرفها ذاتياً أو بسبب البيئة والأوضاع التي ستحول دون قيامه بالمهمة على الشكل المطلوب، والتي سيقدمها لاحقاً كمبرر لفشله؟

الإعفاء بعد الفشل في القيام بالمهمة المطلوبة، أو تبرير الفشل بالقيود والمعوقات التي تمت مواجهتها خلال تحمل المسؤولية، سمة من سمات الاختراع السوري المميز الذي سميناه (الإدارة بالتجريب). والمؤسف أنه لم يتم حتى الآن الاستفادة من هذا (التجريب) سواء في حسن الاختيار لمن سيكلف بهذه المهمة أو في القبول من قبل من تم تكليفه بها… ولا ندري إلى متى ستستمر هذه الحالة وإلى أين ستودي بنا؟!

العدد 1102 - 03/4/2024