إلى متى معاناة أصحاب سيارات البيك آب الزراعية ومداجن الفروج بطرطوس من المازوت!؟

رمضان إبراهيم:

أعتقد أن الأكثرية توافقني الرأي أن نقص مادة المازوت قد كان له كل الأثر السلبي على كل القطاعات الخدمية والإنتاجية في محافظة طرطوس، ما تسبب بازدهار السوق السوداء والاتجار بهذه المادة، فوصل سعر الليتر فيها إلى حوالي ثلاثة آلاف ليرة سورية، وهذا أدى إلى كل هذا الخلل وهذا الفساد، إذ رُفعت أسعار كل المواد والسلع والأجور بحجة الاعتماد على المازوت الحر، وإذا كان هذا النقص يرفع من وتيرة الشكاوى عند المنتجين والمستهلكين، فإن حرمان بعض القطاعات من المادة والتقتير فيها على قطاعات أخرى دفع بالمتضررين إلى رفع الصوت عالياً والشكوى تلو الأخرى للجهات المعنية دون جدوى بحجة توزيع الكميات المتوفرة وفق أولويات.

وضمن هذا الإطار تلقينا العديد من الشكاوى من أصحاب سيارات البيك آب الزراعية المحرومين من أي كمية مازوت على البطاقة، والثانية من أصحاب المداجن المرخصة والذين لا يوزع لهم سوى كميات قليلة جداً من مخصصاتهم.

المزارعون الذين يملكون سيارة بيك آب زراعي لخدمة عملهم الزراعي ونقل إنتاجهم إلى سوق الهال وغيره وتم تزويدهم ببطاقات إلكترونية للمازوت ثم تخصيصهم من قبل الجهات المعنية بكمية 125 ليتراص شهريا من أجل البيك آب توقفت هذه البطاقات في محافظة طرطوس ولم يتم تعبئة أي بطاقة، ونتيجة الظروف وغلاء المازوت الحر يقوم قسم من هؤلاء بإعطاء هذه البطاقات إلى أصحاب محطات وقود بطرطوس وهؤلاء يقومون بإرسال هذه البطاقات إلى محطات وقود في المحافظات الأخرى بطرقهم الخاصة ويقومون بقطع هذه البطاقات بالكمية المذكورة آنفاً بحيث يتم قطع 42 ليتراً كل عشرة أيام من هذه المحافظات، في حين لا يحصل أصحاب البطاقات إلا على عشرة ليترات منها والباقي يأخذه أصحاب المحطات.

فلماذا يحرم هؤلاء من مخصصاتهم في طرطوس في الوقت الذي يمكنهم الحصول على مخصصات بطاقاتهم في كل المحافظات الأخرى؟ ومن المسؤول عن هذا الخلل الفاضح والظلم الكبير؟!

ولا يقف الأمر هذا والظلم على أصحاب سيارات البيك آب الزراعية، فهو يطول أيضاً أصحاب المداجن المرخصة أصولاً بالمحافظة والريف ممن يمتلكون مداجن مرخصة، وكل مدجنة لها طاقة إنتاجية معينة وبحسب طاقتها الإنتاجية يوزع لها كمية من المازوت لتدوير مولدات الكهرباء للتدفئة ولتشغيل الحراقات والإنارة، وفي ظروف الكهرباء الحالية تحتاج كل مدجنة أيام الشتاء من ١٥ إلى ٢٠ ليتر مازوت يومياً بمعدل ليتر واحد لكل ساعه لتدوير موتور كهرباء، والكمية الموزعة في طرطوس لا تكفي مقارنة بالاستهلاك، في حين أن الكميه الموزعة في محافظة ثانية كاللاذقية مثلاً توزع بشكل جداول على مدار السنة كل شهر حسب نسبه البروده والجو وعوامل الطقس، بينما في طرطوس توزع مثلاً مدجنة طاقتها 6000 طير أُعطيت كمية 100 ليتر عن دوره تربية شهرين، بينما في اللاذقية أعطيت حوال 700 ليتر مازوت في الدورة نفسها وفق جدول نظامي من مديريه الزراعة، فهل يُقبل هذا ونحن في فصل الشتاء!؟ ويستحيل بالوضع الحالي متابعه التربية خاصة أن قلة المازوت والفحم أدت إلى ارتفاع سعر طن التمز المستخدم بالتدفئة لأكثر من 400 ألف ليرة سورية.

محافظ طرطوس رئيس لجنة المحروقات في المحافظة وخلال اجتماعه مع لجنة المحروقات الذي عقد الأربعاء الماضي وتم فيه الاستماع لبعض أصحاب المداجن وسيارات البيك آب تبين من خلالها أنه تم التوقف عن تعبئة أي  كمية مازوت لسيارات البيك آب الزراعية منذ خمسة أشهر بحجة قلة المادة والتوزيع للقطاعات وفق اولويات محددة، ولدى السؤال عن كيفية تخصيص هذه السيارات في بقية المحافظات، كان الجواب أن ذلك يعود لوجود خلل لديها، ومع ذلك تم الوعد بدراسة إمكانية تخصيص هذه الآليات بما هو مقرر لها في البطاقة، وأن يكون ذلك عن طريق الرسائل مثل البنزين حتى لا يحصل ازدحام كبير على المحطة التي تعطى الكمية في هذه المنطقة أو تلك، وبالنسبة لأصحاب المداجن فقد تبين من خلال مناقشة ما طرحه ممثل هؤلاء أن هذه المداجن لا تأخذ سوى نسبة ضعيفة مقارنة بحاجتها، وأن المحافظة بأمس الحاجة لزيادة طلبات المازوت لرفع نسبة الكميات لهذه المداجن، وتقرر رفع مذكرة للوزارة تتضمن أعداد المداجن وطاقتها الإنتاجية وحاجتها من المازوت لاستمرار عملها في إنتاج الفروج، مع الإشارة إلى أن طرطوس تأتي في المرتبة الأولى في مجال تربية وإنتاج الفروج على مستوى القطر، فهل تكافأ بسوء توزيع أهم مستلزمات الإنتاج في فصل الشتاء وأعني مخصصاتها من المازوت الزراعي!؟

سؤال برسم المعنيين في المحافظة والوزارة أيضاً.

 

العدد 1102 - 03/4/2024