زيت الزيتون يغادر مؤن الفقراء وغيبوبة المعنيين مستمرة!

ريم سويقات:

بعد أن غادر زيت الزيتون مؤن الفقراء وبقي وسيبقى في مؤن أصحاب المليارات، فقد ارتفع شأنه بارتفاع سعره، ويبدو أن عدوى الحاجة إلى الواسطة أصابته بعد ارتقائه درجات، وأصبح يحتاج إلى قرض لشرائه فقد وصل سعر (بيدون الزيت الواحد) إلى ما بين ٢٠٠ ألف و٢٢٥ ألف ل. س.

منذ أن تخلت الحكومة عن دعم المواطن بشكل عام والفلاح بشكل خاص، أصبح الحفاظ على لقمة العيش أمراً يستدعي إنعاش قلوب المعنيين لغرس الرأفة بالمواطن، فقد وصل الغلاء إلى زيت الزيتون، المادة الأساسية التي تدخل في طعامه، والمراقبون للوضع المعيشي في حالة غيبوبة.

وصل الأمر إلى حد أن المزارع لا يستطيع الحفاظ على محصوله، فقد وصل سعر كيس السماد إلى ما بين ٧٠ ألفاً و١٠٠ ألف ل. س، أما كيلو السماد العضوي فبلغ ٥٠٠٠ ل.س وأجرة النقل لا تقل عن ٥٠٠٠ ل. س، وتكلفة حراثة الأرض في الساعة الواحدة وصلت إلى ٣٠ ألف ل.س. وما بالكم يا سادة إذا كانت مساحة الأرض كبيرة؟ سوف تصل تكلفة الحراثة على أقل تقدير إلى ٢٠٠ ألف ل.س هذا عدا التقليم الذي يكلف ما بين ٣٠ إلى ٥٠ ألف ل.س في اليوم الواحد.

جدير بالذكر انّه لم تنعم جميع المحافظات بموسم وفير ولا سيما في محافظتي طرطوس واللاذقية، فعدا تخلي الحكومة السابق ذكره، لم تكن العوامل الطبيعية مساعدة هذا العام، إذ إن شجر الزيتون يحتاج في فترة تلقيح الزهر إلى طقس جاف، وهذا ما لم يكن متوفراً في ريف الساحل.

ربما جرى اكتشاف ما يساعد على تواطؤ الحكومة مع الطبيعة إذ لا شيء مستبعد هنا!

ولأن يداً واحدة لا تصفق لا يستطيع المواطن تحمل كل تلك التكاليف التي يحتاجها الموسم للاعتناء به ويعطي الرزق الوفير.

لذلك لا بد من صدمات كهربائية عديدة للقلوب ذات الغيبوبة تلك لتعيد النظر في قائمة أسعار السماد، وأن تشتري من المواطن الزيت بسعر يستطيع به رد ما تكلّفه محصوله من مواد بدلاً من استمرار التجار في احتكار الزيت، وإلا سوف يصبح المواطن السوري صديق المواطن الصومالي في قلّة الحيلة وسوء التغذية!

دام عزكم، أيها السادة.. ما رأيكم؟

العدد 1102 - 03/4/2024