الجلطات القلبية (تصنع) في سورية !

ريم سويقات:

يبدو ان هناك علاقة طردية بين ازدياد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية تردياً، وارتفاع الإصابة بالذبحات القلبية بشكل غير مسبوق، وعلى وجه الخصوص في بلدنا سورية، تلك (الجلطات القلبية) الناتجة عن القلق المرافق لغلاء كل شيء مع عدم قدرة المواطن على تأمين أبسط حاجاته.

المشهد

ازداد في الفترة الأخيرة عدد المصابين بالذبحات القلبية وخاصة لدى كبار السن في مختلف المحافظات السورية، وتحديداً في أرياف المحافظات بعد أن رُفع الدعم الحكومي عما يحتاجه الإنتاج الزراعي، و آخرها كان رفع الدعم عن الأسمدة الزراعية الذي  رافقه ارتفاع  ضغط المزارعين الذين فقدوا صحتهم تدريجياً بعد أن زاد ضغط العمل وضغط الأسرة وزيادة متطلباتها، في وقت انعدمت فيه إمكانية تحصيل الرزق، ولم تعد الأرض فيه مصدر رزق المزارعين الذين يشكلون نحو 48% من اليد المنتجة ، مما نتج عنه قلق مستمر واكتئاب وضغط نفسي، سبب أمراضاً جسدية كثيرة ومنها الذبحات القلبية.

ماذا يقول الطب؟

تشير العديد من الدراسات الطبية (إلى أن ردة فعل القلب على هرمونات التوتر تكون قوية خاصة على النفس. وهذا ما ركز عليه الأطباء منذ بداية التسعينات خاصة ما يعرف بمتلازمة (القلب المنكسر). إذ يتشنج القلب ما يؤدي لآلام في منطقة الصدر، كما يؤدي الاكتئاب لتحفيز تفاعل الصفائح الدموية، وانخفاض دقات القلب، والإصابة بالالتهابات مما يؤدي إلى زيادة علامات الالتهاب التي تعد من أهم عوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ويؤدي الاكتئاب للإصابة بالنوبات القلبية أو جلطات الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، كما يتطور مرض الشريان التاجي لدى الأشخاص السليمين عند إصابتهم بالاكتئاب، وتؤدي الإصابة بقصور القلب والاكتئاب إلى زيادة خطر الوفاة).

وما يزيد الأمر سوءاً هو كيف سيتمكن المريض من العلاج؟ إذ تبلغ تكلفة عملية القلب المفتوح ٦ ملايين ل. س، وكيف سيكون وقع ذلك المبلغ على آذان عائلة المريض في وقت يلوبون فيه لتأمين لقمة العيش؟!

يا حكومتنا!

لماذا تسابقين المستوردين وحيتان الأسواق على رفع الأسعار؟

هل تتخيل الحكومة أنها تدير بلداً يتمتع مواطنوه بثروات هائلة؟!

ألا يتم دراسة الوضع المعيشي للسكان عند إقرار أي زيادة على الأسعار، أم أن الغاية زيادة إيرادات الحكومة ولو كانت من جيوب (المشحّرين) الباحثين عن رغيف الخبز؟

إذا كانت الحكومة في خدمة الشعب كما يقال، نرغب من السادة أن يقرنوا القول بالفعل، وأن يحرصوا في المقام الأول على مصلحة المواطن، فهو السند للوطن.. وهو منتج الخيرات.. وهو الأساس الذي تقوم عليه الدولة.

العدد 1102 - 03/4/2024