ليس إعلاناً.. لكنها الحقيقة!

ريم سويقات:

تخيّل أنّك قادر على السفر من طرطوس إلى دمشق، ومن طرطوس إلى حلب، وكأنك في فندق خمسة نجوم (معاملة لطيفة، كلامٌ حسن، بل وكرم ضيافة حيناً)! كل ذلك وأنت جالس فقط على مِقعد في باص نقليات الجبل.. لك أن تتخيل مقدار الراحة النفسية التي ستشعر بها مع نسيم المكيف صيفاً ودفئه شتاءً، ولكيلا تذهب بتفكيرك بعيداً نحن لا نتكلم بالطبع عن باصات VIP (فالحالة ضيقة ومنعرف بعض) هي نقليات أسعارها طبيعية تناسب العامة، نقليات الجبل لم يولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب، فقد انطلق المشروع من فكرة طرحها أحد الإخوة الثلاثة الذين يملكون نقليات الجبل اليوم في منطقة حمام واصل في ريف طرطوس، بشراء ميكرو صغير ينقل الركاب من القرية إلى دمشق، في بداية عام ٢٠١١.

بعد حُسنِ معاملة الركاب من قبل السائق والمساعد، فلا تسمع إلا (تكرم عينك! اقعد هون يا عيني! تشرب قهوة؟!)، إضافة إلى انتظارك بضع دقائق والاتصال بك إن تأخرت عن الوصول إلى المكان المتفق عليه ليقلّك أيضاً، عندئذٍ لم يعد يتسع الميكرو الصغير لعدد الراغبين بالسفر، فقرر الإخوة بيعه والاستدانة لشراء باص واحد، وبعد ذلك لك أن تتخيل ازدياد عدد الباصات الى ٤ من طرطوس إلى دمشق و٢ من طرطوس إلى حلب في كراج الصاخور، أما بالنسبة إلى دمشق فيوجد ثلاث رحلات وخط السير من (حمام واصل، القدموس، بانياس، طرطوس، الناعورة، تلكلخ، حمص، الشام، وخط النهاية في كراج السومرية، ثم العودة إلى حمام واصل).

حسن المعاملة في مهنتك يمكّنك أن تجني ثروة، ليس فقط ثروة مالية بل ثروة محبة واحترام، وجدير بالذكر أن هذه النقليات تأخذ مرضى السرطان مجاناً.

عزيزي المواطن، لنتخيل أكثر وعلى مدى أبعد أنه لو جرى إسقاط هذا المبدأ من العمل على المهن الأخرى وفي كل المجالات، كيف سيكون وضع مجتمعنا؟

يا أخي قلنا تخيّل فقط!

هيّا استيقظ!

 

العدد 1102 - 03/4/2024