بلا عنوان

نسرين حسن:

لترقصَ وحيداً يا قلبي..

على خيطٍ من القمرِ..

ينحدرُ من أناملِ السماء..

ويلامسُ صدري..

فيشعُّ صفاءُ الوردِ بدمي..

ويرافقُ دربي أنينُ الفجرِ..

لترقصَ وحيداً على بساطِ الشعرِ..

ففي زحمةِ الكلماتِ..

تضيعُ ذاتي..

وتبحثُ عن معناها في معجمِ الألمِ..

يا قلبي كن قوياً..

لا تختبر هشاشةَ الأحلامِ..

فتكونَ ندبةً برواقِ الجراحِ..

لا تصادقْ الماءَ..

فتغرق بضجيجِ الموجِ..

يعبثُ الزّبدُ بمفاتنِ الوجعِ..

لا تصادف ظهيرةً..

تغرسُ شوكها الساخن بزوايا الروح..

ارقص وحيدا بخضرةِ الصنوبرِ..

وسرّح شعري بضفائرِ الليلِ..

كلاهما أسودُ وطويل..

كلاهما يرتجفُ من المطرِ..

يضيعُ على ركبتي المساء..

لترقصَ وحيداً..

هذه بطولةُ اللحمِ والدّمِ..

وحيداً ترفعُ الكأسَ..

تتوجُ بالغارِ أيها الصنديد..

أما التّراب فصداقتهُ للشجرِ..

لعصفورٍ لا يرقصُ إلا بفمِ الأثيرِ..

ارقصْ وحيداً..

واهمس بالندى بمضاجعِ الغيمِ..

ارقصْ وحيداً..

تركتُ لكَ حفنةً من القبلِ..

على وسائدِ الأمطارِ..

وعطّرتُ الحريرَ على جسدِ التوتِ

بقافلةٍ من الفراشِ..

واستسلمتُ لموتٍ جميلٍ..

لموتٍ عميقٍ..

لنهايةِ القلبِ!

 

 

العدد 1102 - 03/4/2024