(شمسُ التّطوع أشرقت على شبابٍ لتُضيء تجارُبهِم وإيصال رسالتِهم التطوعيّة الإنسانيّة)

(النور) – خاص – نُسيبة حمزه موسى:

(بِذرَة العملُ الإنساني لا تُثمِر إلّا إذا سُقيَت بحُب).

التّطوع هو ثَمرَة لجهود أعمال إنسانيّة أُنجِزَت بِشَغفٍ وحُب..

في اليومِ العالمي للتطوّع، متطوعون حمَلوا في قلوبِهم رسالة تجارُبِهم التّطوعيّة المُثمِرة إلى الشّباب السّوري.

حديثي الأوّل كان مع المتطوعة الشابة يارا الفيومي، بدأت يارا مشوارها التطوعي منذُ ثلاث سنوات ضمن مشروع سيار الذي يُعنى بقضيّة (أطفال الشارع).

عندَ سؤالي ليارا: هل التطوّع غيّر بشخصيتك؟ وكيف انعكسَ ذلك التّغيير على شخصيتك؟ قالت:

نعم، التطوّع غيّر من شخصيتي، طوّر أفكاري وغيّر نظرتي إلى المُجتمع.

لم يكن لديّ أسلوب في التعامل مع الأطفال، كنت أراهم وأشفِق عليهم وأُتابع طريقي، لكن اليوم صِرتُ قادرة على الكلام معهم وتفهُّمِهِم، شخصيّتي أصبحت مُبادِرة، سيار غيّر من تفكيري بأن أرى الجانب الطفولي البريء لِهؤلاء الأطفال الأبرياء.

اختتمت حديثي مع يارا بسؤالي: هُناك الكثير من الفُرَص، لو عاد بكِ الزمن لأوّل مرة كانت في عالم التطوّع، ما هي النصيحة التي توجهينَها إليكِ ومن الممكن أن يستفيد منها الشّباب السّوري اليوم؟

يارا: برأيي، التطوع من أسمى الأعمال وأفضل طريقة لاستثمار الوقت، وأضافت: عندما أُقدّم شيئاً لغيري سَيعود عليّ بالسّعادة والخير ويعود على المجتمع بأعظَم النّتائج، واليوم إذا أنا وأنتِ وغيرُنا تَطوّعنا (أكيد رح نصنَع فَرق).

وسيم السخلة (مسيرة تطوعيّة أشرقت شمسُها حاملة معها الخبرات والنجاحات وتحقيق إنجازات عظيمة لسنواتٍ عدّة).

هناك تعريفات كثيرة للتطوّع، كيف يرى وسيم التطوّع من خلالِ تجربتِه؟

يرى وسيم أن التطوع مَسار ضروري وممتع، وفيهِ الكثير من الدّروس والخبرات، التّطوع يُعلِّمنا أن نُعطي ونُعطي وفي الآخر نأخُذ ما نريد.

عندَ سؤالي لوسيم: منذُ زمن تعمل في الأعمال التطوعيّة، متى كانت المرة الأولى التي شعرتَ فيها بواجب الخدمة العامة أو المساعدة؟

وسيم: أعتقد أن أكثر مرحلة شعرنا أننا بحاجة حقيقيّة لمساعدةِ الناس كانت في أيام النّزوح الأولى، في وقت فتح المدارس لاستقبال الأهالي المُهجّرين، كانت اللحظات قاسية وموجِعة، وكان التطوّع حاجة وليس رفاهيّة.

وأضاف: التطوّع ليس فقط غيّر في شخصية وسيم وإنّما غيّر حياته، أصبحَ لديه معنى ثانٍ لِكُلِّ شيء يفعلَهُ، وأنّ في التطوّع نشعُر أننا جزء مُنتِج منَ الكُلّ السّوري.

انتقلت في حديثي مع وسيم إلى مكان نحبّهُ جميعاً (مشروع سيار) ليحكي لنا تجربتهِ خلال مسيرته في هذا المكان، سيار في نظر وسيم لم يكُن محطّة تطوعيّة، سيار هو وَرطة جميلة، بقضيّة مأساويّة يعيشوها أطفال كثُر حولَنا للأسف.

 ويتمنى أن يأتي يوم يكون سيار قادِر على تقديم مُساعدة ملموسة للأطفال في الشارع تُغيّر حياتهم ومستقبَلهم، يأخذون حقوقهم ونؤدّي واجباتنا تجاهَهُم.

كان سؤال خِتام حِواري مع وسيم: اليوم هناك فُرص كثيرة، ماذا لو عادَ بكَ الزّمن إلى أولِ مرة تطوّعت فيها، ما هي النّصيحة التي كنتَ ستوجِهها لنفسك ومن الممكن أن يستفيد منها الشباب السّوري اليوم؟

اختتم وسيم الحديث بقولِه: النصيحة التي أنصحُ بها نفسي كُلَّ يوم، هي أن نبحث عن الأشياء التي نُحِبّها ونستمتِع بها، في النّهاية كُلّ شخص منّا ينجَذِب لقضايا وأماكن مُعيّنة، جميل جداً أن نعرِف أين نحنُ نتطوّع اليوم! (مَسار) تُساعِدُنا في تطبيق دراسَتِنا أو شغفِنا لِنُغني المكان الذي نوجد فيه أو نَنصُر هذهِ القضيّة.

ختاماً، برأيي التطوّع هو شَغَف إنساني، ودافِع لِتقديم المساعدة المُستطاعة في كُلّ شيء.. وفي المكان المُناسِب.. وإغاثة الأشخاص في الظرُوف القاسية. سَعياً لِصُنع واقع أفضل من الحالي.

فَعِندَ بُزوغ كلّ فَجر يُخلَق شباب شغوفون بالإنسانيّة آملين أن تتحققَ رسالتِهِم التّطوعية الإنسانيّة وتطوير مُجتمعاتِهِم بكُلِّ ما عندهم من حُب وأمَل.

العدد 1102 - 03/4/2024