خط أحمر!

محمود هلال:

تزداد هموم المواطن يوماً بعد يوم، وبعدما كان الخبز خطاً أحمراً والمواطن مطمئناً على ثبات سعره ولا أحد يقترب منه، أصبح تأمين رغيف الخبز، مع تفاقم الأزمة التي شهدتها العاصمة وأكثر المدن السورية، همّاً أساسياً، إضافةً إلى همومٍ ثقيلة على كاهل المواطن الفقير الذي يعتمد على الخبز في إطعام عائلته.

المشهد العام للمواطن السوري أنه بات في حالة خوف من قادم الأيام، ومن ارتفاع بأسعار مواد جديدة وأساسية غير الخبز وفي حالة تذمر ويأس من الوضع الذي وصل إليه، نتيجة الصعوبة في تأمين الحاجات الأساسية للعيش من جهة، وفي الغلاء الفاحش بالأسعار وعدم توفر السيولة الكافية لشرائها عند الغالبية العظمى من جهة أخرى.

والأمر المحيّر هو ما يبرّر به المسؤولون فقدان هذه المواد الأساسية وصعوبة تأمينها نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية والحصار وقانون قيصر وغيره، والغريب أننا نجد الأسواق تعجّ بكل أنواع السيارات والموبايلات والمواد الكمالية وغيرها وكأن ليس عليها أي قانون.

والسؤال: هل وصلنا إلى طريق مسدود ولم يبقَ أمامنا إلا اليأس، وأصبح الفرح لنا خطاً أحمر؟ وهل وصلنا إلى حالة قلما نجد فيها رجلاً سعيداً عندنا، وأصبح الأمر نادراً؟ والجواب قد يكون ببساطة على شكل سؤال آخر: لماذا لا يضحك الناس عندنا؟ إذ غالباً ما نجدهم جادّين عابسين، وكأن هموم الدنيا كلها فوق رؤوسهم! أو كأن مسببات الضحك انعدمت من حياة الأشخاص، فلا يجدون ما يستحق التعبير عنه بصورة فرح أو مرح، على عكس أيام زمان، كما كنا نسمع، أن الناس كانوا يقضون معظم أوقاتهم بفرح ومرح، ويعيشون حياتهم دون منغصات: لا همّ ولا غمّ!

إذاً، لماذا نحن اليوم مهمومون ومغمومون! ولكيلا أعمّم، فالغالبية العظمى تعيش هذه الحالة! إذ تجد المواطن يستيقظ عابساً، ويذهب إلى عمله فيزداد عبوساً، ويعود إلى بيته ليعبس أكثر، والكل مقطب الجبين، وقلما تجد أحداً أساريره مبسوطة، وحتى عندما تحكي لأحد نكتة تجده يضحك ضحكة من خارج قلبه، أو يضحك مجاملة.

لا شك أن الضحك يفيد الجسم والعقل ويحقق السعادة ويقلل من الضغوط، ويمنح الناس التجدد ويحد من أمراض القلب ويساعد على التأمل والاسترخاء، ويعطي الثقة بالنفس وينمي روح المشاركة والعمل الجماعي، وينمي قدرة الشخص الإبداعية، ويرفع من روحه المعنوية، ويجعله يفكر بشفافية، ويقوي الذاكرة ويجدد الطاقة ويعكس فرحة الروح، وشجاعة النفس والقوة الكامنة للتغلب على المعاناة، وله فوائد كثيرة غير ذلك يصعب تعدادها.

والسؤال: كيف نعيد لمواطننا فرحه ومرحه ونبقي الابتسامة على شفتيه؟ أيكون ذلك بتأمين العمل له؟ أم بتخفيض الأسعار؟ أم بزيادة الرواتب؟ أم بتحسين المستوى المعيشي؟ أم بتأمين السكن له؟ كل ذلك مترابط ومطلوب، مع ضمان كرامته، حتى لا يكون الفرح في حياتنا خطاً أحمر!

العدد 1102 - 03/4/2024