ثغرات فاقعة تدل على سوء الأداء.. ومواطنونا يضحون بعيد الأضحى كأضحية
الدكتور سنان علي ديب:
بعيداً عن حرارة الطقس التي تصدّق مقولة (في تموز يغلي الماء في الكوز)، وزيادة تقنين الكهرباء بعيداً عن العدالة، بذريعة زيادة الاستهلاك والفاقد الذي تضاعف في الأزمة ولم تحاول الوزارة ضبطه كوهم بمدى نفوذ سارقي الكهرباء أو كاستمراره مجال للرشى والحل بمضاعفة التقنين، وهذا بمعزل عن الجهود في أول الأزمة التي بها استمرت الكهرباء تحدياً كبيراً، ولكن بجهود أقل كنا قللنا الفاقد ودخلنا بعدالة التوزيع ومحاسبة الفاسدين، وليس بعيداً عنها ومسايرة لما سمي إيصال الدعم لمستحقيه، وليس نقضاً لفكرة ما سمي البطاقة الذكية، ولكن نقضاً لأساليب التنفيذ وعدم متابعته وسد ثغراته، وكأن الهدف إقحامها من دون فعاليتها، وهنا الخطأ ممن ينفذون فلا زيادة بالمنافذ ولا توقيت سليم، واستمرار محاباة المحتكرين، وطوابير من المواطنين بالانتظار من الصباح للمساء، ومحاولة لتحميل البطاقة الذكية غباء المنفذين وفسادهم، وكله لخفايا ما ورائية أغلب الشعب المقهور المحتاج الجائع يضطر للانتظار من أجل الخبز والسكر والتبغ والخضار وأخيراً الفروج، عبر محاولة السورية للتجارة القيام بما سمي التدخل الإيجابي، وهو ما لم نشعر به كمواطنين وإنما فرح به التجار والمحتكرون، حتى أصبحنا بمعاناتنا المعيشية بلا لحمة ولا لحمة كل يغني على ليلاه. وانضم الفروج والبيض إلى قائمة (شمّ ولا تذوق!)، والتدخل الإيجابي ما زال العنوان من دون فعل ولا فعالية، وتستمر هذه المؤسسة والوزارة بمهمة الانجرار وراء السوق بدلاً من أن تكون هي القائدة. وتستمر فكرة العرض والطلب هي بوصلة الفريق الاقتصادي! وما يزعجك أكتر هبوط طبيعي لسعر صرف وهمي نتيجة مضاربات واستمرار الأسعار التي تضاعفت مع ارتفاعه، ويبقى صوت المحتكرين والتجار هو الأقوى وسط نوم وزارة مهمتها ضبط الأسعار وحماية المستهلك، ويتحقق توقعنا عندما مرر المصرف المركزي تثبيت سعر الصرف بأن النتائج ستكون لاحقة، وهو ما وجدناه بفوضى إخفاء الدواء واللعب بالأسعار وإظهار الأجنبي في ظل قوة الحصار، فصار المواطن هو الأضحية في ظل عيد الأضحى، وكان أول عيد بلا سعادة ولا فرح ولا أفق ولا طقوس ولا احتفال، في ظل فوضى الأسعار وثغرات خلقت طوابير متحدية كورونا وخطرها، وحال المواطنين متحدّين وبصوت عال يصدح والعرق يتصبب من جباههم وأجسادهم بسبب طوابير الانتظار: عيد بأي حال عدت يا عيد… وكل حياتنا فقر وتعتير؟!
تعتير لم يميز طائفة أو قومية أو مذهباً أو حزباً ولا عسكرياً ولا مدنياً، وفي ظل تكالب كل الدول بقيادة عدوة الإنسانية والديمقراطية التي تستمر بحصارنا وخنقنا وفرض عقوبات إرهابية.
ورغم الظروف نقول لإخوتنا في الوطن وإخوتنا في المعاناة ولجيشنا المقدام: أضحى مبارك، وإن ضحينا بفرحه ولكن القادمات ستعيد البهجة.