بين كورونا والثورة الصناعية!
طلال الإمام_ السويد:
ربما من المبكر الحديث الآن عن مجمل التغييرات العالمية التي ستحدثها جائحة كورونا على الصعد السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والإنسانية.
لكن ثمة بعض الإرهاصات تثير الانتباه كما وتستوجب الدراسة: (الاتحاد الأوربي يترنح، انكشفت عورات نظام الليبرالية الجديدة، تلك العورات التي تبدت خصوصاً في القطاع الصحي وفي مجال رعاية المسنين).
بكلمة، يمكن القول إن فيروس الكورونا سيحدث هزّة كبيرة وتغييرات بنيوية على المستويين العالمي والمحلي.
لقد عرفت البشرية تحولات جذرية في المنعطفات الكبيرة، كما مع بدء الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر التي أدت إلى إحداث تغييرات على وسائل الإنتاج في العديد من القطاعات الصناعية الكبيرة بشكل خاص (النسيج، استخراج الفحم واتسعت شبكات المواصلات وسواها) حينذاك حلّ العمل الآلي تدريجياً محلّ العمل اليدوي.
وقد أدت هذه التغييرات إلى ظهور طبقات جديدة وزوال أخرى.
كما نتج عنها زيادة العاطلين عن العمل الذين حلّت الآلة محلهم، ظهرت الرأسمالية بعلاقاتها الاستغلالية مكان العلاقات الإقطاعية.
هذا الوضع أدى إلى اشتداد الصراع الطبقي، وقد رافق ذلك كله تغييرات في العلاقات الاجتماعية بين المدينة والريف. كما ظهرت قوى سياسية تمثلت بالطبقة العاملة الصاعدة وأقيمت تحالفات جديدة.
السؤال: هل يمكن تشبيه جائحة كورونا وعواقبها بالثورة الصناعية؟
إذ تبرز من الآن أزمة بنيوية واقتصادية في العالم، ويزداد فيها عدد العاطلين عن العمل وتبرز تغييرات جديدة على وسائل الإنتاج.
إذ بدأت الكثير من المؤسسات الحكومية والأهلية وقطاع التعليم وبعض الصناعات، والنقابات كذلك الجمعيات الأهلية والثقافية، باستخدام التكنولوجيا الرقمية، والعمل من المنزل، والتواصل عبر الفيس بوك أو الماسنجر وغيره، عوضاً عن الذهاب لأماكن العمل. وهذه الأشكال الجديدة ستفرض بروز قوى، وتحالفات سياسية جديدة إضافة إلى حدوث تغييرات في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد سلباً وإيجاباً.
تُرى هل يمكن تشبيه جائحة كورونا بالثورة الصناعية؟