أعظم انتظار
هناء علي يوسف:
وأنا ممزوجة بهول الحلم ومنحازة للخيال والتوقع والتأويل، وبينما أعيش قلقي وترقبي للآتي ككل الناس، أعيش أعظم انتظار في حياتي، بالرغم من كراهيتي الشديدة للانتظار، لكن عليّ أن أعيش التجربة.. تجربة ايروس كورونا.
يجول في رأسي كثير من الأسئلة ماذا سيحدث؟ قبل وبعد، وما بينهما من وقت ضائع.
إنها تلك التجربة الفظيعة التي يعيشها العالم ويترقبها الجميع، إذا فكرنا للحظة بالأمر، وبما تتناقله وسائل الإعلام تتجمع التساؤلات.. والكثير من الدهشة.
ما هذا الفايروس؟ ومن أين جاء؟ ولماذا ظهر فجأة هكذا من غير سابق إنذار؟ هل من أحد يجيب عن هذا السؤال بشكل علمي ومنطقي؟ الجميع يؤكدون أنه جاء من الصين وماذا بعد؟
أظن أن هناك آلاف إشارات الاستفهام عن ظهور هذا الفيروس؟ هويته مجهولة حتى هذه اللحظة، فقط هناك تعليمات أصدرتها الحكومات للحد من انتشار الفيروس منها النظافة والتعقيم الشخصي والمنزلي، والبقاء في المنزل لمدة غير محددة، حسب انتشار الفيروس، والانتظار، انتظار المجهول.
في الآونة الأخيرة تابعت كثيراً وبشكل مقصود عدة صفحات ومواقع تواصل اجتماعي، فوجدت الكم الهائل من الإرشادات الصحية المغلوطة، ويعتمدها البعض على أنها صحيحة، ويتم التفاعل معها، وهذا يحملنا مسؤولية أكبر لتوعية الناس على خطورة هذه الإرشادات والوصفات غير المجدية، ويحمل وسائل الإعلام الجادة أيضاً، لتقوم بحملات توعية مكثفة عن الفيروس وعن عدم تناقل تفاصيل غير موثوقة من أي مصدر، والتعرف عليها من مصادرها.
الكثير من الصفحات والمواقع والمجموعات على اختلافها اعتمدت مبدأ النسخ واللصق لمعلومات عن انتشار الفايروس وعدد الإصابات وأماكنه، والصادم في الأمر هو تفاعل أعداد كبيرة من الناس مع هذه المعلومات على أنها صحيحة ويتم تداولها بشكل مكثف ولكن معظمها مغلوطة يؤثر على الناس ويحبط معنوياتهم، والأصح أن يتابع الناس الأخبار من مصادرها الحقيقية التي تصدرها الحكومة بشكل رسمي والتي تعرضها قنوات وصحف معروفة.
لم يكن للعقل البشري أن يتوقع للحظة أن تقف الحياة فجأة خلال أيام معدودة، ولم أتصور يوماً أن أرى الشوارع فارغة وساكنة لا يمر بها أحد، والجامعات مغلقة لا يرتادها رواد العلم للحصول على المعرفة، كل الناس ينتظرون التطورات التي سيقرها العلم.. بانتظار الدواء الشافي من الفيروس اللعين، الذي نشر الخوف والهلع، خاصة في بلادنا بعد سنوات تسع مليئة بالانتظار والرعب والترقب.
وأخيراً أطالب جميع المواطنين باتباع التعليمات التي تصدرها الحكومة وتنفيذها بدقة، وعدم الانجرار وراء الصفحات غير الموثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي والتأكد من مصادرها، من أجل ضمان سلامة الناس، فهي الأهم في هذا الوقت.
مع كل تلك الأخبار السيئة، هناك فسحة أمل ستخرجنا من المجهول، ستشرق بلادي بلاد الشمس، إذ لا ينقصها العقول النيرة والعلماء المخلصون.. لكن علينا استقطابهم، لا للخلاص فقط من الفايروس اللعين، بل لفتح الآفاق أمام بلادنا لريادة المستقبل.
نعم، إنه أعظم انتظار سيسجله التاريخ.