معبر البوكمال فرصة جديدة هامة

فؤاد اللحام:

أتاح فتح معبر البوكمال – القائم بين سورية والعراق في نهاية شهر أيلول الماضي فرصة جديدة هامة للبلدين من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية، بعد أن جرى التغلب على المعوقات والضغوطات الداخلية والخارجية التي واجهتها هذه العملية، وبشكل خاص تلك التي مورست على الجانب العراقي داخلياً وخارجياً خلال الفترة السابقة، حتى بعد استعادة مدينتي القائم والبوكمال.

من الجانب الاقتصادي السوري، يوفر هذا المعبر مجالاً هاماً لتسهيل عملية تصدير المنتجات الزراعية والصناعية، كما يساهم في تخفيف آثار الحصار والمقاطعة المفروضة على سورية، ويفتح آفاقاً جديدة أمام تبادل المنتجات مع البلاد ما بعد العراق وفي الاتجاهين، بسبب الوفورات التي يمكن تحقيقها في الزمن وكلفة نقل المنتجات، ولذلك كله منعكساته على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

بالتأكيد يجب ألا يعني التفاؤل بهذه الخطوة الهامة، استسهال الأمور والاكتفاء بما تحقق على الرغم من أهميته، وإنما اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لجعل التفاؤل بإنجاز هذه العملية أمراً واقعاً ومستقراً يتطور من كل النواحي، الأمر الذي يتطلب مجموعة من الإجراءات والتدابير على مستوى الحكومتين وعلى مستوى المصدرين والمستوردين عبر هذا المعبر، في مقدمتها توفير الأمن والأمان والخدمات الضرورية على طول الطريق الرابط بين البلدين عبر هذا المعبر خاصة أنه محاط في الوقت الحاضر بقوى لا ترغب أصلاً في فتحه، وبذلت ما تستطيع من أجل عرقلة إعادة فتحه. وعلى الجانب الآخر فإن المطلوب من الصناعيين والمصدرين السوريين والجهات الحكومية والخاصة المعنية ضرورة التركيز على تحسين جودة المنتجات وخفض تكاليفها لمواجهة المنافسة في السعر والجودة في السوق العراقية من قبل منتجات البلدان الأخرى القريبة وفي مقدمتها تركيا. والنقطة الثالثة قيام الجهات الحكومية في البلدين بتنسيق عملية الاستيراد والتصدير بين البلدين والمواد التي تشملها والإجراءات المتخذة بخصوصها بما يضمن مصلحة الطرفين وتجنب الإشكالات التي حدثت بعد فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن. مع التأكيد على أن الحرص على استمرار فتح معبر البوكمال وأمنه يتطلب مستوى عالياً من الحنكة والمسؤولية في التعامل مع ما سينجم أو يثار من الأطراف الأخرى حالياً ومستقبلاً لإفشال هذه الخطوة وخاصة بعد الأحداث المؤسفة التي جرت وتجري مؤخراً في العراق.

 

العدد 1102 - 03/4/2024