ترامب قد يخفض قيمة الدولار الأمريكي

ذكر بنك اوف أمريكا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يقرر تخفيض قيمة العملة الأمريكية. وحذر هذا المصرف، الذي يعتبر إحدى أكبر المؤسسات المالية في البلاد، المستثمرين من نية السلطات الأمريكية تعويم الدولار. وسيتخذ ترامب هذا القرار، تحت شعار نشر الاستقرار في الاقتصاد. وقال ميشيل مائير (الخبير الاقتصادي في بنك أوف أميركا، ومحلل وضع العملات في بنك بن راندال): (إذا بدا أن انتقال الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض نسبة الفائدة، لا يكفي، فسيزداد احتمال التدخل الرسمي في الموضوع النقدي).

في عام ،2018 نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 9,2 في المائة، ولكن بحلول نهاية العام المذكور، تباطأ بشكل بارز. ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، فسينخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة خلال العامين المقبلين. ويرى الخبراء، احتمال حدوث ركود بحلول عام ،2021 بسبب وجود دين حكومي ضخم، يتجاوز 22 تريليون دولار، وعجز في الميزانية بقيمة تريليون دولار، ناتج عن زيادة حادة في تكاليف خدمة هذا الدين، إضافة إلى تفاقم حاد للحرب التجارية مع الصين. ويتوقع هؤلاء الخبراء، أن الركود (الناعم) قد يحدث في ،2020 على الرغم من الخفض المتوقع لنسبة الفائدة. ويشير الخبراء، إلى أن ترامب تخلى علنا وبشكل صريح، عن سياسة (الدولار القوي)، التي تمسك بها أسلافه في الحكم.

ويعتقد ترامب، أن (الدولار القوي)، يعيق تصدير البضائع والخدمات الأمريكية، ويؤدي فقط إلى تفاقم العجز التجاري. وفي عام ،2018 وصل هذا المؤشر إلى رقم غير مسبوق: 621 مليار دولار. وفي حال بات الدولار أرخص، سيفضل المستهلك الأجنبي شراء السلع الأمريكية، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاج وتقليل العجز في التجارة الخارجية.

وفي الأسبوع الماضي، هاجم ترامب بشدة، رئيس المصرف المركزي الأوربي ماريو دراغي، واتهمه بخفض سعر صرف اليورو تجاه الدولار، عمداً. ويؤكد ترامب باستمرار، أن الصين تخفض عمداً قيمة عملتها – اليوان، ما يجعل صادراتها أرخص ويزيد من اختلال التوازن التجاري مع الولايات المتحدة.

ولكن الخبراء يخشون من أن استمرار ترامب في سياسة (الدولار الضعيف)، قد تقوض نمو الاقتصاد الأمريكي.

من جهة أخرى، ذكرت (بلومبرغ) أن الدولار القوي بات يشكل تهديداً للأجندة الاقتصادية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي طلب من مساعديه دراسة سبل خفض قيمة العملة الأمريكية.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد أعرب ترامب، خلال اجتماع مع مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي، عن أسفه لأن قوة العملة الأمريكية قد تكبح جماح طفرة الاقتصاد الأمريكي، الذي يتوقع الرئيس أن تضمن له فترة رئاسية ثانية. وجاء الاجتماع بعد أشهر من قيام الرئيس الأمريكي بتوجيه مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، في خطوة من شأنها أن تضعف الدولار.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة قوة الدولار، إذ يرى ترامب أن قوة العملة الأمريكية تؤثر بشكل سلبي على صادرات الولايات المتحدة.

وازداد تركيز ترامب على الدولار بعد أن أعلن البنك المركزي الأوربي، في 18 حزيران (يونيو) الماضي، أنه من المرجح أن يخفض سعر الفائدة، ما تسبب في هبوط اليورو مقابل العملة الأمريكية، وانتقد الرئيس الأمريكي الخطوة واعتبرها غير عادلة بحق المصدرين في الولايات المتحدة.

العدد 1104 - 24/4/2024