الإهمال الخدمي في اللاذقية.. ورئيس بلديتها لم يتجاوب معنا!

سليمان أمين:

تتغير ملامح المدن بسرعة كبيرة في دول العالم نتيجة الاهتمام بخدماتها وبناها التحتية وتطويرها وفق القوانين المعمول بها في كل بلد، وتلقى القوانين احتراماً من قبل أصغر عامل حتى أعلى مسؤول، أما مدننا فإنها تتغير للأسوأ نتيجة الإهمال الشديد وعدم تطبيق القوانين الناظمة لها، وتهميش الخدمات والبنى التحتية، فالمصلحة العامة آخر همّ لدى موظفي مجالس المدن ومسؤوليها، وما واقع مدينة اللاذقية الخدمي السيئ سوى صورة واضحة يمكن تعميمها على باقي المدن السورية والمناطق الأخرى، فالإهمال الخدمي جعل المدينة السياحية تفقد رونقها الجميل وشُوِّهت نوافذها البحرية الرائعة لأسباب كثيرة سوف نذكرها لاحقاً.

 

رئيس المجلس لم يتجاوب

بسبب كثرة الشكاوى التي تصل إلى صحيفة (النور) من المواطنين حول مواضيع خدمية عدة، تواصلنا مع مكتب رئيس مجلس المدينة عدة مرات، لأخذ موعد منه كي نطرح عليه أسئلة المواطنين المحقة، وفي كل مرة يجاوبنا مدير مكتبه (ش. خ) بأن رئيس البلدية مشغول وغير متفرغ، ويعدنا بأنه سوف يتصل بنا بعد أن يحدد موعد ومضى أكثر من شهر ونحن نتصل بشكل مستمر للحصول على موعد، ولكن الجواب دائماً يكون (الدكتور رئيس البلدية مشغول وغير فاضي).

إن كان رئيس البلدية غير متفرغ لاستقبال الصحفيين والإيضاح لهم عن استفساراتهم، فكيف يكون الحال بالنسبة لاستقبال المواطنين الذي باتت مشاكلهم تفوق الخيال؟

 

القمامة والأوساخ تتراكم

فقدت حواري اللاذقية رونقها الجميل بسبب تراكم الأوساخ والقاذورات الكبير، فحيّ الأميركان مثلاً الذي يعتبر وجه المدينة، لا يمكن لأي زائر أن يتقبل ما يراه من مناظر مقرفة ومقززة ومن روائح كريهة تنتشر في كل مكان، ويضاف إلى ذلك مزاريب الأبنية الموجهة على الشوارع والتي لا يسلم منها المارة وخصوصاً أيام المطر، وتعتبر هذه المزاريب مخالفة للقانون بشكل كامل وحتى اليوم لم يتم معالجتها، وما حي الأميركان سوى مثال بسيط للحواري الأخرى التي تفتقد لوجود الحاويات ، فحتى اليوم لا يوجد حاويات في الأحياء يستطيع المواطن أن يضع فيها أكياس الزبالة بدلاً من وضعها على الرصيف أو في الشارع لتدهسها السيارات وتنبشها القطط، في حي مشروع الصليبة بعد تسلم رئيس البلدية الجديد لاقى كل الدعم والاهتمام ، ووضع طاقم عمال نظافة كاملاً مع مشرف يقومون يومياً بتنظيف الطريق الواصل إلى بيته أكثر من مرة، وباقي أحياء المدينة مهملة جداً وتعاني من قلة عمال النظافة، فإلى متى يستمر الوضع المقرف للأحياء بهذا الشكل وخصوصاً أننا اليوم مقبلون على أعياد الميلاد ورأس السنة ؟؟ يتساءل مواطنون

 

لا حقّ للمواطن بالأرصفة

تحدثنا مسبقاً عن وضع الأرصفة في اللاذقية الذي تحول لتجارة واضحة وعلنية، بينما تجري محاربة الفقراء من أصحاب البسطات بشكل كبير، من خلال متابعتنا اليومية لاحظنا في الفترة الأخيرة ازدياد عدد الأكشاك التي يعود ريعها لأشخاص ذوي نفوذ وليس كما يقال للجرحى وأبناء الشهداء، وتعتبر الأكشاك التي تشغل مساحات كبيرة من أرصفة المواطنين مخالفة للقانون، ويضاف إلى ذلك استثمار الأرصفة كمواقف للسيارات، وقد أصدرت وزارة الإدارة المحلية قراراً مؤخراً برفع سقف الغرامات للمخالفين الذين يعيقون حركة المواطن على الرصيف، حتى اليوم لم نر أي إزالة للأكشاك المخالفة، بل شهدنا زيادتها، وما زاوية المقبرة المقابلة لمجمع أفاميا سوى مثال لذلك، فقد تحول الرصيف والزاوية لسوق وأكشاك علنية وواضحة، ومن المعلوم بأن هذه الزاوية يقف عليها المواطنين بانتظار سرافيس الدعتور وباصات النقل الداخلي ، ويضاف إلى ذلك الأرصفة الداخلية للمدينة التي تحولت إلى (ستاندات) عرض لبعض المحلات التجارية، ويُسكت عنها مقابل مبالغ مادية تدفع.

 

تقليم الأشجار مغيّب

لم تشهد المدينة هذا العام أي تقليم لأغصان الأشجار الكبيرة وقممها، ومن المفروض التقليم قبل أن تشتد عواصف الشتاء من رياح وأمطار، فهي تؤثر بشكل سلبي على أسلاك الكهرباء المتداخلة فيها، وقد شهدت الفترة الماضية إصلاحات عدة للكبول الكهربائية من قبل عمال شركة الكهرباء بسبب شدة الرياح وكثافة القمم الشجرية، ومن المعلوم أن أغلب الأشجار المزروعة هي من فصيلة الزويتينية التي تعتبر من أشجار الزينة الحراجية وتنمو بشكل سريع جداً، والإهمال في تقليم الأشجار من قبل الورش المختصة بذلك واضح وجلي، و خير مثال على ذلك منطقة الشاطئ الأزرق، فهناك أشجار غطت كتل الأبنية بسبب وقوف أصحاب المكاتب في وجه عمال الورش وتهديدهم ومنعهم من قصها مع العلم بأن الأرصفة تابعة للبلدية وحق للمواطن وليس لأصحاب المكاتب أي سلطة عليها، وتعاني منطقة الشاطئ الأزرق من انقطاع الكهرباء باستمرار عند حدوث رياح بسبب تداخل الأسلاك الكهربائية بين أغصان الأشجار.

 

في الآخر

هذه القضايا الخدمية التي يمكن أن يراها البعض صغيرة جداً ولا يعطيها أي أهمية، فهي الأساس في حضارة أي مدينة وتقدمها، وما ذكرناه ليس سوى أمثلة بسيطة لقضايا ومخالفات للقوانين أكبر من ذلك، فلم ندخل في تفاصيل المخطط التنظيمي للمدينة الذي لم يلقى أي اهتمام منذ سنوات كثيرة ، ولم ندخل في أمور كثيرة أخرى تخدم المواطن، ما طرحناه سوى أمثلة بسيطة ظاهرية وجلية توضح مدى التهميش والإهمال للواقع الخدمي في المدينة، وهذه القضايا كنا سنطرحها كصحيفة على رئيس مجلس المدينة لعل من حلول وخطة عمل قادمة تنقذ جمال المدينة وتعيد رونقها.

العدد 1104 - 24/4/2024