مسلسل «سكر وسط» حين تنهار الطبقة الوسطى بحواملها المتعددة

يرصد المخرج المثنى صبح في عمله الدرامي الجديد (سكر وسط) سبب انهيارات الطبقة الوسطى في المجتمع السوري المعاصر، وذلك عبر رصده وكشفه أهم ابتكارات الفساد بألوانه المختلفة عموماً، والفساد في تجارة العقارات خصوصاً.

 ومن هنا يأتي عنوان المسلسل (سكر وسط) ليعبر تعبيراً مباشراً وصريحاً عن ذوبان الوسط في المجتمع طبقياً وتظهر تلك الوسطية في أكثر من مشهد وأكثر من حوار، وخصوصاً في نصيحة الفنانة صباح جزائري لأحد أصدقائها  بأن الوسط ليس له طعم أمام مرارة (السادة) أو حلاوة السكر الزائد، وبذلك ظهرت انهيارات الطبقة الوسطى في المجتمع على جميع القيم وحواملها الاجتماعية والاقتصادية. ويكثف المثنى صبح الحكاية بإظهار مصير عائلة دمشقية تذوب مكانتها الاجتماعية وتنحدر إلى مجتمع متغير لاتحكمه إلا قوانين الجشع والابتزاز والاحتيال.

 وتظهر في غمرة الحكاية  قضية هامة وحساسة  تطرح للمرة الأولى في الدراما السورية، وهي سطوة مافيا الجمعيات التعاونية السكنية، وبيع العقارات الوهمية للطبقة الوسطى، وبذلك تنحسر الطبقة الوسطى في المجتمع، وتتكبد هزيمة ساحقة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة، وبالتالي ازدادت الهوة بين طبقتي المجتمع واتسعت اتساعاً حاداً إلى أن تلاشت.

 وينبني المسلسل على حكاية عائلة  (أبو نبيل)، وهي عائلة متوسطة الحال تعيش في منزل عادي في وسط مدينة دمشق، لكن العائلة تضطر لبيع منزلها وهو كل ماتملك في هذه الحياة للانتقال إلى منزل آخر،ولتجد العائلة نفسها وقد دخلت في دوامة قاسية وأزمة حادة، إلى أن تصل بها الحالة للانتقال إلى السكن في حارة من الحارات العشوائية التي تحيط بالعاصمة. هذا الانتقال الحاد أو الهبوط الاضطراري، من بيئة إلى أخرى هجينة لها أمراضها وثقافاتها وقوانينها الخاصة، لاشك أنه سيحدث تغيرات جوهرية في بنية العائلة وعلاقاتها على كل المستويات. وتتشعب حكاية أفراد العائلة وتنقلب مصائر أفرادها من حال إلى حال، فحلم الطالب الجامعي ينهار في لحظة من لحظات الحكاية ويتحول إلى سائق أجرة، وهذا ينطبق على أغلب أفراد العائلة.

يذكر أن العمل من بطولة: عباس النوري، ونادين تحسين بيك، وصباح جزائري، وميلاد يوسف، ومجموعة من نجوم الدراما السورية، ومن تأليف مازن طه وإخراج المثنى صبح.

العدد 1105 - 01/5/2024