رحلة مع السندباد.. على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي في السويداء..

بقرار من وزارة الثقافة، أُحدث مسرح في محافظة السويداء، بعد مطالبة حثيثة لأُمناء المحافظة مختصين وفنانين ومُتابعين، وذلك في إطار عناوين وأهداف متمثلة في تجهيز جماهير متابعة عن طريق الالتزام بخط فكر ثقافي بعيداً عن توجيهات مُعيّنة، إضافةً إلى التركيز على إنشاء جيل جديد واعٍ ومتميز.

 والعمل الأول بعد الموافقة عرض مسرحية للأطفال على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بالسويداء بعنوان (رحلة مع السندباد) تأليف زهير البقاعي، إعداد بسام الطويل، وإخراج الفنان وجيه قيسية. والأستاذ نورس الملحم مخرجاً مساعداً.

 النص بشكل عام مُنوع وغني بالصور، يتألف من عدة نقاط ومرتكزات رئيسية لَعب فيها الممثلون أدواراً متخصصة كلٌ حسب موقعهِ، لِيُظهر في مضمونهِ قصة واقعية تحوي تصارعاً ظاهراً بين فكرين متناقضين، الأول يسعى نحو إرساء روح التكاتف والتعاون والوحدة متمثلاً في قبطان السفينة ومن حولهُ من فريق عمل، إذ يلعب دور السندباد الممثل (غسان الدبس) مبحراً في السفينة بمن عليها من أشخاص آملاً أن تصل برَّ الأمان، بينما في الاتجاه المعاكس نرى فريقاً آخر هَمّهُ المصلحة الفردية فقط، إذ يظهر العقل التآمري المُتسلط والأناني آخذاً دور (فاشوش) الممثل (ثائر حديفة) مُحاولاً وضع عراقيل أمام أي إنجاز يحققهُ الفريق الأول بلا دراسة أو خبرة في القيادة، مهما تكن النتائج أو مهما تحمل ضرراً على الآخرين، ويساعده في مخططاتهِ التي قد تسبب هلاكاً للسفينة بمن عليها صَديقهُ ومرافقهُ (أكول)، يلعب الممثل (مجلي أبو شاهين) هذا الدور.. و(أكول) هذا، شخصية جشعة تحمل اسماً على مسمى، همّهُ الوحيد هو الأكل والأكل فقط، دافعاً مقابل ذلك تنازلاتٍ كثيرة تصل إلى حد الوقوف مع الخطأ إلى جانب صديقهِ فاشوش الذي يؤمن لهُ الطعام عن طريق المُطعِمة (توته) مقابل الوقوف بجانبهِ في الانتخابات لاستلام قيادة السفينة، ومُستعيناُ بأساليب المكر والخداع لتحقيق هدفهِ يستطيع مؤقتاً استلام القيادة.

 لكن الأخطاء المتكررة وانعدام الخبرة والتهور إضافةً إلى صحوة الضمير لديهِ ولدى أكول جعلت الأمور تعود إلى مجراها السليم والوصول بالسفينة إلى بر الأمان. تخلل المسرحية بشكل جميل ومتكامل عرض راقص مُرفق بالغناء والموسيقا قامَ بأدائهِ مجموعة من الطلاب والطالبات الهواة، وعمل على تصميم الرقصات الفنان (قتيبة أبو لطيف) وذلك بما يتناسب مع العمل المسرحي. تجاوزت مُدة العرض خمسة وأربعين دقيقة، بقليل، بينما نال العرض حضوراً لافتاً، وكان العمل تشاركياً ومًتكاملاً في الأداء الذي قدمته مجموعة رائعة من المًمثلين والطلاب الهواة.

العدد 1104 - 24/4/2024