أكتوبر.. والمرأة

(كان اليوم الأول للثورة هو يوم المرأة، النساء حسمن موقف الجنود، وتحدثن إليهم، وانضم هؤلاء إلى الثورة… أيتها النساء.. نحييكن) هي افتتاحية لأحد أعداد صحيفة البرافدا بعد قيام ثورة أكتوبرالعظمى، فقد كانت الاحتجاجات التي قادتها العاملات في روسيا عام 1917 هي الشرارة التي أشعلت الثورة، حين أضربن عن العمل في يوم المرأة العالمي، وخرجن متظاهرات ضد ارتفاع الأسعار والجوع والحرمان الذي كان يعاني منه العمال.

لينين أكد أهمية الدور الذي لعبته المرأة في الثورة: (تحركت النساء العاملات بصورة رائعة خلال الثورة، من دونهن لم يكن بالإمكان أن نخرج منتصرين).

وركز أيضاً على أن المرأة هي جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية: (من تجربة جميع حركات التحرير يمكن ملاحظة أن نجاح الثورة يمكن قياسه بمدى مشاركة المرأة فيه).

لقد بدلت ثورة أكتوبر حياة النساء تماما ووجهت ضربة قوية ضد التمييز القائم على أساس الجنس، وعملت السلطة السوفييتية منذ البدايات على تغيير التشريعات المجحفة بحق المرأة، إذ حصلت النساء على الكثير من الامتيازات مباشرة بعد الثورة، مثل حق التصويت، المساواة في الأجور مع الرجال، إجازات الأمومة لكل النساء وتوفير دور الحضانة للأطفال، وتم إقرار قانون الزواج والعائلة عام 1918 لضمان حقوق المرأة، وإقرار المساواة في الحقوق ضمن الدستور، وأصدرت العديد من المجلات التي تعنى بقضايا المرأة، وأحدثت لجان خاصة سميت بلجان تحسين عمل ومعيشة النساء، فعملت هذه اللجان على إشراك المرأة في الإنتاج الصناعي والزراعي، وتأمين الرعاية الاجتماعية لهن، وزيادة نشاط المرأة في الحياة السياسية، ومكافحة البطالة بين النساء، وبدأت المرأة بتحقيق إنجازات كببرة على جميع الأصعدة وبمجالات عليا (طب، هندسات، بحث علمي)، كل هذا وغيره من حقوق لم تقدر النساء في بعض البلدان حالياً على انتزاعها بعد 100 عام من ثورة أكتوبر العظمى. عاشت ذكرى ثورة أكتوبر العظمى.

العدد 1104 - 24/4/2024