لماذا يا لجنة السير في صافيتا؟
منذ مدة وفي أكثر من مرة، أثرنا مسألة خطوط نقل الركاب والفوضى العارمة التي تتعرض لها. ومع تقديرنا للصعوبات المعيشية التي يعانيها المواطنون، وبضمنهم أصحاب باصات نقل الركاب، من حيث صعوبة تأمين المحروقات والدخل الكافي لسداد أثمان قطع الغيار، وكلفة الصيانة والإصلاحات، فإن هؤلاء لا ينظرون في الوقت ذاته إلى معاناة المواطن العادي نظرة جدية.. فالمسألة معقدة ومركبة والخوض فيها صعب إلى حد كبير، والمعالجة تحتاج إلى قرارات عليا وجريئة. ولكننا نود الإشارة إلى جزئية هامة في هذه القضية، ألا وهي قضية خط نقل الركاب بين صافيتا ومشتى الحلو. والإشكالية قائمة في أن هذا الخط ينسرب في مسارين: صافيتا- المشتى عبر قرية ذوق بركات، وصافيتا – المشتى عبر قرى السيسنية وعين الجرن وعين دابش وبدادة وكفر صنيف، إذ إن الأول يختصر المسافة بحدود ثمانية كيلومترات، ولذا فإن السائقين يفضلونه على الآخر، ويتقاضون الأجرة نفسها، وبذلك تصبح المنطقة التي يخدمها الطريق الآخر شبه منقطعة عن العالم.
إن السائقين يتصرفون بمحض إرادتهم ووفق أمزجتهم، ولا يلتزمون بالتوجيهات والقرارات التي حاولت تنظيم المسألة، وشرطة السير غافلة عنهم أو متواطئة معهم لهذا السبب أو ذاك.
في بلدة مشتى الحلو يقرر السائقون بأنفسهم عبور الخط الذي يريدون، ولا يعيرون اهتماماً لمعاناة المسافر، حتى إذا حاورهم المواطن في أمر معاناة المواطنين في القرى المذكورة يقولون: (هذه ليست مشكلتنا)!
المسألة مزمنة وهي تحتدم الآن في موسم السياحة والاصطياف، والمخالفات مستمرة والشكاوى تتوالى، ولا من يسمع أو يجيب!
إننا نقترح أن تقرر لجنة السير تخصيص الأرقام المزدوجة للسيارات بالمحور الأول، بينما تخصص الأرقام المفردة للمحور الثاني، وتحت طائلة المسؤولية، ومن خلال متابعة لصيقة من شرطة السير والمسؤولين، ونرحب بأي مقترح آخر يفي بحل هذه الإشكالية المستمرة.