هل تصل مياه السويداء إلى المناطق الهامشية دون تنقية؟

الماء هو الحياة، ونقصه وتلوثه يسببان مشاكل صحية واجتماعية عديدة، وتعتمد المؤسسة العامة لمياه الشرب بالسويداء في إرواء المواطنين على مصادر مياه أساسية من الآبار العميقة التي يصل عمقها إلى 400 -700م. ويبلغ عدد تلك الآبار 291 بئراً في المحافظة تغذي جميع المناطق، والمصدر الثاني هو السدود وهو مصدر شبه معدوم، والينابيع موسمية، ولكن هناك شكاوى في توفير المياه للشرب وسد الاحتياجات.

جريدة (النور) رصدت بعض الشكاوى لتوفير المياه وصلاحيتها للشرب، ومصادر تأمينها، إذ يعاني  سكان مدينة السويداء وريفها منذ زمن شح المياه، وذلك لأن مواردنا الطبيعية ضعيفة، وتسجل حالات صحية مختلفة بسبب المياه التي تشربها. وثمة معوقات تعترض العمل الزراعي، حتى باتت القرى الهامشية الحدودية تشتري مياه الشرب، واليوم مياه الغسيل، عدا مياه السدود التي تحتاج إلى محطات تنقية وتصفية، إضافة إلى تعقيدات إدارية في حال تقديم طلب للاشتراك، أو الإصلاح. إن هذه الأسئلة وغيرها نتركها في ذمة مؤسسة المياه المعنية في إيجاد الحلول الناجعة لها.

وقد نقلت (النور) تلك الشكاوى إلى المهندس غسان ملاعب، المدير العام لمؤسسة مياه الشرب بالسويداء، فأجاب: تقوم المؤسسة بتوصيل شبكات المياه الرئيسية والفرعية إلى جميع المناطق في المحافظة، وجميع التجمعات السكنية، وقد بلغ عدد المشتركين في شبكة المياه  بالمحافظة 80.714  من أصل عدد سكان المحافظة البالغ عددهم 450 ألف نسمة، يتم تخديمهم بمياه الشرب اللازمة لاحتياجاتهم بنسبة 99 %. وقد بلغ عدد المستفيدين من مياه الشرب بالمحافظة 445.5 ألف نسمة، والاحتياج اليومي من المياه 67.500  متر مكعب،  تقوم المؤسسة بتأمين كمية 58.356 متراً مكعباً يومياً منها لتغطية حاجتهم، وتبقى كمية 9.144 متراً مكعباً كعجز يومي، كما بلغت كمية المياه المنتجة 20.100.000 م3 لعام 2011، وبلغت كمية المياه المبيعة 15.054.000م3 لعام 2011. وصيانة عدادات لدى ورشة الصيانة في المؤسسة ووحداتها الاقتصادية التابعة لها 7528 عداداً، والاشتراكات الجديدة للتخديم  3886  اشتراكاً. وفي مجال قمع المخالفات ومنع التعدي على خطوط مياه الشرب سُجّل 160 ضبطاً نظمتها لجان الضابطة المائية بالمؤسسة.

أما عن أهم المشاريع التي نفذتها المؤسسة فقد أوضح المهندس غسان ملاعب، المدير العام لمؤسسة مياه الشرب بالسويداء، أن العمل في مشروع جر مياه آبار الرشيدة إلى قرى المنطقة الشرقية المحاذية لبادية المحافظة قد أنجز، ونتابع العمل في  مشروع جر مياه آبار (عرى، خربا، جبيب) وإلى قرى المنطقة الجنوبية بنسبة إنجاز نحو 75%. كما ربطت آبار الثعلة 5 مع محطات الضخ لتأمين مياه الشرب إلى مدينة السويداء. وبُني خزان كبير سعة 1000 م3 مع صالة ضخ غرب السويداء لتجميع مياه آبار الثعلة وضخها إلى مدينة السويداء. وتقوم المؤسسة بدراسة سنوية للتوسعات التي تحصل في المناطق الإدارية في المدن والبلدات والقرى لتخديمها بشبكات مياه نظامية واستبدال خطوط المياه ذات الأقطار القليلة بأقطار أكبر لتحسين الوارد المائي للمستهلك. وقد بلغت نسبة المستفيدين في المحافظة نحو 99% من عدد السكان في المحافظة، وكذلك شُكلت لجان لمنع الاستجرار غير النظامي لمياه الشرب، وأجريت حملات توعية للتعريف بأهمية مياه الشرب وضرورة الحفاظ عليها.

وفي مجال حماية المياه من التلوث، اتخذت المؤسسة جملة من الإجراءات الاحترازية لوقاية مياه الشرب من التلوث. ومن هذه الإجراءات متابعة عملية تعقيم المياه بشكل دائم، وقطف عينات منها وإجراء التحاليل اللازمة عليها، والحفاظ على جاهزية أجهزة التعقيم الموجودة في مشاريع آبار مياه الشرب ومحطات الضخ، والكشف المستمر على خزانات تجميع المياه وعلى مصادر التلوث التي تؤثر على المصادر المائية والخزانات وخطوط الضخ والشبكات العامة. وتُتخذ الإجراءات الفورية والعملية لمكافحة التلوث. ووضعت المؤسسة برامج تقنين لجميع المصادر المائية ومحطات التصفية لمواجهة انخفاض الهاطل المطري، وتعمل على الإسراع  باستثمار الآبار التي حُفرت خلال العامين  الماضي والحالي، واستبدال الخطوط المهترئة وفق خطط الاستبدال والتجديد الموضوعة لهذا الغرض. وشُكلت ورشات عمل وطوارئ للصيانة على مدار الساعة، إضافة إلى تنفيذ خطة ترشيد للاستهلاك المائي.

وتعمل المؤسسة على توعية المواطنين بأهمية ترشيد استخدام المياه ومنعكساته الإيجابية عليهم من خلال قمع المخالفات والتعديات التي قد تحصل على خطوط الشبكات، وتنظيم الضبوط اللازمة بحقهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وتزويد الورشات العاملة بأجهزة متطورة للكشف عن الأعطال في خطوط الشبكة تحت الأرض ومعالجة التسربات بالسرعة الممكنة. وقد خصصت المؤسسة الرقم 114 للرد على الشكاوى والاستفسارات ومعالجتها، وذلك من خلال العاملين المناوبين في مكتب طوارئ المياه. كما نفذت المؤسسة مجموعة من الخطوات لتسهيل منح الاشتراك وتركيب العداد في اليوم نفسه بغية تبسيط الإجراءات الإدارية وتخفيف الروتين أمام المراجعين. شملت هذه الإجراءات منح الاشتراك وتركيب العداد في اليوم نفسه، شريطة أن يتقدم المواطن بطلب نظامي مستوف للشروط والوثائق القانونية المطلوبة، إضافة إلى إصلاح وصيانة العداد وتسليمه للمشترك في اليوم نفسه أيضاً. و كذلك أُحدث صندوق في مديرية شؤون المشتركين بمدينة السويداء لتخفيف العبء عن المواطنين وتفعيل عمل مراكز الجباية الآلية في المدن والبلدات والقرى الكبيرة بالمحافظة.

أخيراً هل تستطيع مؤسسة المياه أن تعوض النقص الحاصل خلال فترة زمنية ضمن خططها الاستراتيجية؟ علماً بأن المئة بئر التي وافق السيد رئيس الجمهورية على حفرها في السويداء لم ينفذ منها سوى نحو 55 بئراً، سؤال يترك في ذمة المسؤولين لتأمين الاحتياجات المائية للشرب والخدمات الزراعية والمنزلية، إضافة إلى وجوب تبسيط الإجراءات الإدارية المعقدة ليتم التعاون بين الجهة الرسمية والمواطن بعيداً عن المحسوبيات.

العدد 1140 - 22/01/2025