تلك الأرض المقدسة التي نحبها!

تلك هي حكاية الأرض التي حباها الله بنعمة القداسة، فهل تعرفونها؟! تذكّروها جيداً..

تذكروها، وفي كل بقعة فيها اسم وحجر وحكاية، ووراء كل اسم أو حجر أو حكاية وصية  من السماء أو تاريخ وحضارة وخبر من الأرض التي نحبها؟

كل منا قرأ حكايات من بلاده، وفي الحكايات جزء من الذاكرة الوطنية، ولكن التاريخ حافل بالحكايات الهامة في معناها، فقد قرأنا عن المغول وكيف غزوا سورية والعراق، وكيف لونوا نهرَيْ الفرات ودجلة بالأحمر والأزرق!

أتعرفون لماذا صار لون المياه أحمر أو أزرق؟! نتيجة الدم الذي سال فيهما، ونتيجة الكتب التي رموها فيهما ليتخلصوا من حضارة العرب في صحوة قدموا فيها للعالم أسمى مافي ذاكرته.

أشعل المغول النيران في المنطقة، لكنهم رحلوا في النهاية وبقيت الأرض والتاريخ.

قرأنا عن الفرنجة وكيف غزوا بلادنا في حملات متتالية، بدأت مع القرن الحادي عشر للميلاد، فعاثوا فساداً في أرضنا بحجة الأرض المقدسة التي يريدونها تحت راية الصليب، والمسيح منهم براء، فدنسوها بجرائمهم وحرابهم ووحشية فرسان الهيكل الذين حولوا أرض السلام إلى أرض الموت والدمار!

لم تتوقف الهجمات على بلادنا طوال قرون عديدة كانت آخرها الهجمة الفرنسية البريطانية الغربية التي كان الاستعمار والانتداب شعارها. ثم استقلت بلادنا، وأسست لمشاريع وطنية تحمل طموحات قومية تمتد على مساحة الأرض العربية. وظلت فلسطين جرحاً نازفاً يعيق كل تطور عربي وتطلع إلى توحيد مقدرات الأمة.

لكن القصة التي أتوقف عندها اليوم تحمل الكثير من الخوف، وفي الوقت نفسه تحمل الكثير من الثقة بالنفس:

فقد قال أحد السوريين إن الحدود الجنوبية لسورية هي بوابة الدفاع عن الأمة العربية كلها، والسوريون منذ الاستقلال كانوا يسمون حدودهم الجنوبية ب(الجبهة) لأنها مساحة من الأرض تشتعل فيها المواجهة مع الغزوة الصهيونية من أجل القضية الفلسطينية..

ما الذي حصل اليوم؟!

لم تعد البوابة الجنوبية لسورية هي بوابة الدفاع عن الأمة، بل أضحت كل الجهات في سورية جبهة مشتعلة للدفاع عن التاريخ والذاكرة والحضارة، أضحت سورية بكل اتجاهاتها جبهة واحدة للدفاع عن العرب، والغزاة يحاولون الولوج إليها من كل الجهات.

ذلك آخر درس من دروس التاريخ للعرب.. يرسم السوريون ملامحه بصلابة!

العدد 1105 - 01/5/2024