علامات تشير إلى طبيعة وضع المنطقة في المرحلة القادمة

وحيد سيريس:

قد لا يعني شيئاًجوهرياً.. النجاح في انتخاب رئيس جمهورية في لبنان.. لكن حدوثه في هذه المرحلة هو مؤشر..

التزام الكيان بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية بعد انتهاء مهلة ٦٠ يوماً (طبعاً في حال التزم) هو مؤشر..

النجاح في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو مؤشر..

استمرار واقع الاستقرار في العراق.. رغم الحديث عن احتمالية دخوله في حرب أهلية طاحنة.. هو مؤشر..

توقف الهجمات الصاروخية بين الكيان وإيران.. رغم التهديدات المتبادلة.. والتصريحات النارية..

استمرار استقرار الأردن.. رغم التحليلات عن اقتراب دخول الأردن في صراعات داخلية..

هي مؤشرات هامة… تنقل بيئة المنطقة من حالة الحرب والتسخين.. لتنتشر إلى دولٍ أخرى في المنطقة.. وهذا ما كان الوضع عليه منذ عملية طوفان الأقصى.. وما تبعها من دخول ساحات أخرى في الحرب.. إلى بيئة منخفضة مستوى العنف.. أو بيئة استقرار نسبي، تسمح للقيام بمشاريع اقتصادية دولية في منطقتنا الغنية بمصادر الطاقة، تشمل خطوطاً جديدة لتسويقها إلى أوربا بشكل خاصّ..

أما المعطى الجديد في سورية.. بعد سقوط النظام فيها.. فهو لا يحتمل التأجيل، لوضعه في مرحلة من الاستقرار.. لأن الجميع يعلم الأهمية القصوى لموقع سورية الجيو سياسي الذي يمكن أن ينسف في حال تفجره إلى حرب أهلية، كل مشاريعهم الاقتصادية، لأنه سيمتد إلى كامل المنطقة، ومن هنا يمكن قراءة المساعي الدولية مع الدول العربية الرئيسية في المنطقة إضافةً إلى تركيا، وأوربا ممثلةً بفرنسا وألمانيا.. للبحث السريع في إيجاد صيغ دعم الاستقرار في سورية وسبل تعزيزه سياسياً واقتصادياً.. (المؤتمر حول سورية في السعودية).. حيث كل الدول المدعوة والمشاركة هي حليفة الولايات المتحدة… وبالتالي الأمريكي هو المايسترو… وكل ما يجري من بحث ومخرجات.. هي بمباركة الأمريكي ورضاه.. وهي عملياً محاولة لتثبيت الأدوار والأحجام.. وموازين القوى، لذلك نرى عودة الدور السعودي… كقاطرة (عربياً) بما تملكه من وزن مالي وسياسي وحتى إسلامي لتحقيق التفاهمات.. وكضامن أيضاً مع الأمريكي لتنفيذ هذه التفاهمات.

ولكن هل سيقبل الكيان الصهيوني بأن يلتزم الهدوء.. ويتفرغ لترميم الجروح العميقة التي أصابت بنيته.. بعد ١٥ شهراً من الحرب هي الأطول والأكثر تأثيراً عليه منذ نشوء هذا الكيان؟

وهل ستتحجم أحلام التركي.. المساهم الأكبر في الأحداث السورية منذ ١٤ عاماً.. ويقبل بما سيعطيه الأمريكي، من نفوذ في سورية… من خلال ما سيتحصل عليه من فوائد اقتصادية هامة في المشاريع الاقتصادية القادمة في المنطقة والمرتبطة بالطاقة بشكل رئيسي؟؟

الأسابيع القادمة ستضيء أكثر.. وستعطي الإجابات الموضوعية عن هذه الأسئلة.

العدد 1140 - 22/01/2025