السوريون اليوم.. السوريون غداً!
(النور)- خاص- ذوقان شرف:
يعرف السوريون، وعانوا، ما عدا قلّة قليلة، وما زالوا يعانون تبعات هذه الأزمة، وما جرّته على البلاد والعباد، وهم اليوم يتوقون، كما كانوا يتوقون دوماً، إلى حياة إنسانية، في أرضهم ووطنهم، يتوق السوريون إلى أن يتوافقوا، بالحوار الوطني الشامل، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، على بناء دولة ديمقراطية علمانية تعدّدية، وأن يأخذوا قرارهم بيدهم، وأن يستعيدوا ما احتُلّ من أرضهم، وما نُهِب من خيراتهم، إنهم يتوقون إلى حياةٍ:
– مُفعَمة بالأمان لا بالقلق والخوف،
– مفعمة بالكرامة واحترام حقوقهم الإنسانية، لا بالذلّ والظلم والاستعباد والاستبداد،
– مفعمة بالغنى والوفرة لا بالفقر والشحّ،
– يتوق السوريون إلى حياةٍ مفعمة بالألفة والمحبّة، لا بالتنافر والكره،
– حياةٍ مفعمة بالتسامح، لا بالتعصّب والتكفير والتخوين،
– يتوق السوريون إلى حياةٍ مفعمة بتعميم المعرفة والعلم والوعي والتقدم، لا بالجهل والتخلّف،
– مفعمة بضمان حقّهم في أن يشاركوا فعلاً، بحسب قدراتهم، في إدارة شؤونهم ، ومواكبة تطورات الحياة، لا بالتفرّد والتهميش والإقصاء، ولا بالجمود والانعزال،
– مفعمة بالحرّية وبضمان ممارسة الحقّ في القول والعمل والتنقّل، لا بالسجون وكتم الأنفاس والحواجز والقيود،
– مفعمة بالتلاقي و(لمّ الشمل) هنا في سورية، بلادهم ووطنهم، لا في الغربة والمنافي،
– يتوقون إلى حياةٍ مُفعمة بالعدالة، لا بالظلم،
– مفعمة باحترام حقوق المرأة والطفل، وضمان تنفيذها، لا بهدرها،
– مفعمة بضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين متطلباتهم، وإشراك ممثليهم في مناقشة وإقرار كلّ ما يتعلق بهم،
– مفعمة بضمان حقوق الشباب وآرائهم واحترام خياراتهم، وضرورة اشتراك ممثليهم في إقرار كلّ ما يتعلق بهم، وتهيئة الظروف وعوامل الجذب والمحفّزات لعودة مَن (طفشوا) وهجّوا برّاً وبحراً، وحلّوا حيثما أُتيح لهم في أصقاع الأرض القريبة والبعيدة.
– مفعمة بتنمية اقتصادية شاملة ومتوازنة، تُنصف المنتجين والمستهلكين، وليرةٍ قوية ذات قيمة عالية ولا تتدهور قيمتها يوماً إثر يوم، لا بنهجٍ اقتصاديّ يزيد الأغنياء غنىً، ويزيد الفقراء فقراً وعدداً.
– مفعمة بالشفافية والمصارحة، لا بالفساد والتكتّم واختراع الذرائع،
– مفعمة بالكهرباء والماء والغاز والدواء، لا بانقطاعها ولا بتقنينها أو غلائها يوماً بعد يوم،
– السوريون يتوقون إلى حياةٍ مفعمة بأجورٍ عادلة وتعويضات مناسبة لما يبذلونه من جهدٍ ووقت، ولما يتعرّضون له من أخطار،
– حياةٍ مفعمة بالصحة لا بالمرض، بالتعليم لا بالتجهيل،
– مفعمة بالفرح لا بالحزن والكآبة، مفعمة بالتفاؤل لا باليأس والإحباط، اتساقاً مع تاريخهم وعمقهم الحضاري، ومع نضالات وتضحيات آبائهم وأجدادهم في سبيل الحرية والاستقلال، واتساقاً مع حقوق الأجيال القادمة؛ والسوريون يستحقّون، بعد أعوام الجمر والنار، هذه الحياة المنشودة، المفعمة بكلّ ما سبق وأكثر، بصفتهم شعباً من شعوب الأرض، فـ(على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة)!