معركة حامية الوطيس
د. صياح فرحان عزام:
قبل وقت قصير من بداية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ترتفع حدة الخطاب السياسي المتبادل بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق، والديمقراطية كاميلا هاريس، ويظهران كأنهما في حلبة ملاكمة يحاول كل منها تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط على الآخر قبل الجولة الحاسمة في 5 تشرين الثاني الشهر المقبل.
لقد لجأ كل منهما إلى مختلف أنواع الأسلحة المتاحة، وتبادلا الاتهامات، تارة بـ(الكذب) وتارة بـ(عدم الكفاءة)، وذلك في محاولة لكسب المزيد من المؤيدين، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أنهما باتا متقاربين، لذلك لا بأس من أن يتبادلا اللكمات تحت الحزام.
في ولاية ويسكنس في الشمال التي خسر فيها أمام الرئيس الحالي بايدن عام 2020 تخلى ترامب عن القفازات وشن حملة شعواء على منافسته كاميلا هاريس متهماً إياها بأنها تتبع (سياسة شيوعية)، وأنها (غير كفؤة بشكل صارخ).
وتوجه بخطابه إلى الحضور قائلاً: (إنها تريد سرقة ثرواتكم والتخلي عنكم وعن عائلاتكم، وأطلب منكم شيئاً واحداً فقط (اخرجوا وصوّتوا)، إذ إن التصويت المبكر مفتوح في ويسكنس، كذلك اتهمها بأنها تريد (إعدام الأطفال) في معرض رفضه للإجهاض الذي يشكل إحدى القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية، بحيث يصور نفسه على أنه حامي النساء، الأمر الذي استدعى الرد من كاميلا هاريس باتهامه بـ(الكذب)، وقالت هذا الرجل نفسه الذي قال يجب معاقبة النساء لأنهن يجهضن.
وفيما تزداد المخاوف من تصاعد الخطاب العدائي خلال الحملة الانتخابية وتجاوزه اللباقات السياسية، فإن المحللين والمتابعين لمجرى الانتخابات يحذرون من خروج الوضع إلى ما هو أسوأ في حال فوز كاميلا هاريس، وعدم اعتراف ترامب بالنتائج كما حدث في السادس من شهر كانون الثاني عام 2021 عندما حرض ترامب على اقتحام مبنى الكونغرس احتجاجاً على عدم فوزه على الرئيس بايدن، وأيضاً تحذيره في شهر آذار الماضي خلال تجمع انتخابي مما أسماه (حمام دم) إذا خسر الانتخابات الرئاسية.
وأعرب الرئيس الأمريكي بايدن عن مخاوفه تجاه نتائج الانتخابات بقوله: إنه واثق بأن الانتخابات ستكون نزيهة، لكن لا أعرف ما إذا كانت ستكون سلمية، وأضاف إنه قلق بشأن ما سيفعلونه في تكرار حادث اقتحام الكونغرس، أو ربما ما هو أسوأ من ذلك.
إذاً، المعركة الانتخابية في السباق إلى البيت الأبيض حاسمة وتزداد ضراوة يوماً بعد يوم، ومع كل يوم يقترب من الخامس من الشهر القادم (تشرين الثاني 2024)، بحيث – حسب العديد من الباحثين والمتابعين للأحداث- قد تحولت إلى معركة كسر عظم في نزال يبدو حتى الآن متساوياً بين خصمين لدودين يعدان كل ما لديهما من قوة، مع استخدام جميع الأساليب للفوز في هذه الانتخابات إما بالضربة القاضية أو الفوز بالنقاط.
على أي حال، ستبقى السياسة الأمريكية الخارجية مؤيدة وداعمة لكيان الاحتلال الصهيوني، سواء كان ساكن البيت الأبيض جمهورياً أو ديمقراطياً.