الحزب الشيوعي السوري الموحد.. والمنظمات المهنية

نبيه جلاحج:

تضمّ المنظمات المهنية بمفهومها الواسع شريحة المثقفين العاملين في مختلف مجالات النشاط الفكري والثقافي والمهني والقانوني داخل القطر.

فهي تشمل نقابات المعلمين، والمحامين، والمهندسين، والكتّاب، والصحفيين، والأطبّاء، والفنّانين، والفنّانين التشكيليين، والمهندسين الزراعيين، والأطبّاء البيطريين، وأطبّاء الأسنان، والصيادلة.

وهي بذلك تعَدّ، بعد النقابات العمالية والفلاحية، المنظماتِ الأساسية للمجتمع المدني.

ويفترض أن تلعب هذه المنظمات دوراً بارزاً في حياة البلاد والمجتمع، ليس على الصعيد العلمي والمهني والمطلبي وحسب، بل وفي المجال الوطني والسياسي عموماً، فضلاً عن الميدان الاقتصادي والاجتماعي.

ومن البدهي أن ممارسة هذا الدور على نحو واسع ونشط يتوقف، إلى حدٍّ كبير، على مجمل الظروف السياسية والاقتصادية في البلاد، وبشكل خاص على مدى سعة الهامش الديمقراطي المتاح، وعلى مقدار الاستقلالية التي تتمتع بها هذه المنظمات.

إن القوانين المهنية الناظمة لعمل المنظمات المهنية لاتزال ترجع بتاريخ صدورها إلى أكثر من أربعين عاماً، وقد صدرت في ظروف سياسية معيّنة، ولم تعد تتناسب مع التطورات السياسية والاقتصادية التي جرت خلال السنوات الماضية، ولا مع آفاقها المستقبلية أيضاً. وعلى سبيل المثال لاتزال معظم هذه القوانين تنص على حق مجلس الوزراء في حلّ كلّ المؤتمر العام ومجلس النقابة ومجالس الفروع بقرار غير قابل لأي طريق من طرق المراجعة أو الطعن.

لقد عدّ حزبنا الشيوعي السوري الموحد العمل في هذه المنظمات جزءاً أساسياً من نشاطه بين الجماهير، وذلك من خلال رفاقنا المنتسبين إلى هذه النقابات، بالتأكيد على حضورهم جميع مؤتمراتها الفرعية والمركزية، والمشاركة بنشاط في انتخاباتها، وترسيخ رفاقنا بعضوية المجالس الفرعية والمركزية، وإقامة أوسع الصلات مع قواعدها من ناحية، فضلاً عن الدور الذي يقوم به رفاقنا ممثلو الحزب في المجالس الفرعية والمركزية، وطرح وجهة نظر الحزب في القضايا الأساسية.

وبغية تحقيق هذه المهام فقد شكّل الحزب مكتباً نوعياً للعمل والاهتمام بهذا الميدان، وازداد اهتمام الحزب بهذا المجال، وخاصة بعد المؤتمر السادس التوحيدي للحزب، المنعقد في 29-31 كانون الثاني 1987.

قبيل المؤتمر السادس، كان المسؤول عن هذا المكتب الرفيق صريح البني، وقد كُلّف بالمسؤولية بعد المؤتمر الرفيق نبيه جلاحج، الذي استمر بلعب هذا الدور حتى المؤتمر الحادي عشر.

وضمّ المكتب في عضويته بعد المؤتمر السادس كلّاً من الرفاق: أحمد الغفري (عضو مجلس نقابة المهندسين)، ميخائيل عيد (عضو اتحاد الكتاب العرب)، فواز الساجر (عضو مجلس نقابة الفنانين)، الدكتور حنّا برصوم (عضو مجلس نقابة الأطباء)، سالم قداح (عضو مجلس نقابة المعلمين).

كما جرى لاحقاً ضمّ الرفيق رياض سيريس (عن نقابة أطباء الأسنان)، والرفيق ميشيل سلامة (عضو مجلس نقابة المهندسين الزراعيين)، والرفيق عبد الكريم القصير (عضو مجلس نقابة الصيادلة).

ونظّم المكتب خلال عام 1988 ندوتين، إحداهما حول الثقافة والسياسة (12/4/1988) والثانية حول الشركات الإنشائية.

وفي جميع الأحوال، فقد اهتمّ المكتب بمتابعة عمل الرفاق المنضوين في هذه المنظمات، وذلك بالتأكيد على الدور الوطني والسياسي الذي يفترض أن تقوم به، فضلاً عن العمل لزيادة دورها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية عموماً، والدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية، وتحسين أوضاع وظروف قواعد هذه المنظمات المهنية والمعيشية، وخاصة لجهة زيادة دخولهم ومرتباتهم التقاعدية.

لقد عمل في إطار هذا المكتب كهيئة عامة للمكتب عددٌ هامّ من الرفاق في جميع المجالات، نذكر منهم الرفاق الأطباء: حسيب شماس، عبد الله سعود، هنادي بدوية، فهد أمين، منير عروق.

الرفاق المهندسون: إبراهيم طعمة، أبو زيد كاتبة، سامر سباعي، نبيه خريستين، ولاء هلال، فؤاد المحمود، جمال قنطار.

الرفاق المحامون: أحمد بوسته جي، فؤاد البني، جمال قلعجي، راغب حاجي، عبد الله صالح، بسام سيمان.

والمهندس الزراعي حكمت جولاق.

وآخرون، علماً أن العديد من الرفاق عملوا خارج إطار المكتب، أذكر منهم على سبيل المثال الرفيقة المهندسة الزراعية وفيقة تابوخ.

والجدير بالذكر أن حزبنا فقدَ منذ المؤتمر السادس للحزب عدداً من الرفاق الذين عملوا بنشاط في مجالات نقاباتهم، نذكر منهم الرفيق المخرج المسرحي المبدع فواز الساجر، الرفيق الناقد السينمائي سعيد مراد، الرفيق الدكتور المهندس أحمد الغفري، الرفيق الدكتور حنا برصوم، الرفيق الأديب والشاعر ميخائيل عيد، الرفيق المعلم سالم قداح، الرفيق المحامي حكمت تركماني، الرفيق المحامي فايز جلاحج، الرفيق الدكتور محمود أبا زيد، الرفيق الدكتور حسان رهونجي، الرفيق الدكتور محمد أبا زيد، الرفيق الدكتور ميخائيل شاهين، الرفيق المهندس سامر سباعي.. وآخرين.

الرحمة والسلام والذكرى الطيبة لجميع هؤلاء الذين نذروا حياتهم في سبيل قضايا الوطن والشعب، وخدمة جماهير الكادحين في جميع المجالات.

العدد 1140 - 22/01/2025